كتابة: أليكسندرا أوسولا.
ترجمة: ريم العمري.
مراجعة: محمد أبو الغيط.
تفشى مؤخراً فيروسٌ جديدٌ في أمريكا الجنوبية محدثاً بعض الاهتمام. يُدعى هذا الفيروس بـ”زيكا”، والذي انتشر عبر القارة خلال العامين الماضيين. وبينما يعمل العلماء لمعرفة كيفية تأثير المرض على الجسم، يواصل الفيروس طريقه نحو الشمال بعد ظهوره في بورتوريكو مع نهاية شهر ديسمبر، كما تم تشخيص أول حالة إصابةٍ بالفيروس على البر الرئيسي للولايات المتحدة، بالقرب من مدينة هيوستن، في ولاية تكساس.
ربما لم تسمع قط حتى قبل بضعة أشهرٍ عن اسم “زيكا”. إذ سُمّي الفيروس بهذا الاسم نسبةً إلى غابة زيكا بأوغندا حيث اكتشفه العلماء لأول مرةٍ في عام 1947 مـ.
اكتشف العلماء منذ ذلك الحين الأساسيات حول كيفية عمل الفيروس. حيث وجدوا أن فيروس زيكا ينتقل عن طريق لدغات البعوض ويُحدِث أعراضاً مثل الحُمى وآلام المفاصل التي تظهر عادةً بعد بضعة أيام. وكثيراً ما يُقارن زيكا بفيروس حمى الضنك والتي تسمى أيضا بـ”حمى تكسير العظام”، بسبب طريقة انتشاره والأعراض التي يُحدثها. إلا أن فيروس زيكا يكون ألطف بصفةٍ عامةٍ، فواحدٌ من بين خمسة مصابين فقط بفيروس زيكا تظهر عليه أعراضٌ، ويعود معظم هؤلاء المرضى إلى وضعهم الطبيعي خلال أسبوعٍ من الإصابة. حيث لم يتسبب هذا الفيروس في إحداث أي وفياتٍ حتى الآن. ولايوجد علاج أو لقاح مخصصٌ لفيروس زيكا ولا يحتاج المصابون عادةً إلا إلى تناول الأسبرين وشرب الماء والكثير من الراحة.
على الرغم من ذلك، فقد وجد الباحثون مؤخراً آثاراً جانبيةً مزعجةً لهذا المرض. ففي أكتوبر، لاحظ علماء الأوبئة الذين يدرسون التفشي الحالي للفيروس في البرازيل ارتفاعاً في عدد حالات صِغر الرأس (الصَعَل)، وهو حالةٌ عصبيةٌ نادرةٌ حيث يولد فيها الأطفال برؤوسٍ ذات أحجامٍ أصغر من الحجم الطبيعي وأدمغةٍ غير مكتملة النمو. تعد حالات الصَعَل في العادة نادرةً، إلا أن هذا العدد قد تضاعف عدة مراتٍ عن الأعوام السابقة في المناطق التي شهدت انتشاراً لفيروس زيكا. إذ أعلنت الصحة العامة في البرازيل رسمياً أنه في عام 2015مـ وُلد 3000 طفلٍ مصابين بالصَعَل، مقارنةً بعشرين إصابةٍ فقط في العام الفائت. حيث لاحظوا أن أكثر الأطفال الذين يعانون من الصعل كانوا من أمهاتٍ مصاباتٍ بفيروس زيكا، حتى وإن لم تظهرن أية أعراضٍ.
لايزال الباحثوين غير متأكدين من الطريقة التي يتبعها فيروس زيكا للتسبب في الصَعَل. لكن الصلة يسبب الذعر، لدرجة أن المسؤولين البرازيليون أخبروا نساء الشمال الشرقي للبلاد مؤخراً، حيث تسبب الوباء بأكبر ضررٍ، بعدم الحمل خوفاً من عيوب الولادة هذه.
إن كان العلماء قد عرفوا فيروس زيكا منذ حواليّ 70 عامٍ، فلم هذه المرة الأولى التي يعثرون على صلةٍ بين المرض والصعل؟
يكمن السبب في كون التفشي الحاصل لمدة عامين في أمريكا الجنوبية أكبر وباءٍ لفيروس زيكا شهده الباحثون على الإطلاق. فبينما ظهرت حالاتٌ فرديةٌ في كل أنحاء العالم، إلا أن انتشاره السابق في 2007مـ و2013مـ كان محدوداً على بضعة آلافٍ من سكان جزرٍ صغيرةٍ. تقول ماري كلير باتي، عالمة الأوبئة والمتخصصة في الأمراض المحمولة بالنواقل في المعهد الفرنسي لمراقبة الصحة العامة في باريس: “لا يمكننا أن نرى نفس الآثار من منظورٍ ضيقٍ كهذا”. وتضيف: “فالفرق هو أن هناك تفشياً كبيراً للمرض في أمريكا الجنوبية مع عرضة الكثير من السكان للخطر”.
تضيف باتي أن دراسة مرضٍ مثل هذا في المختبر يختلف كثيراً عن رؤية آثاره في سيناريوهات العالم الحقيقي. ليس فقط لأن الباحثين لم يفكروا أبداً من دراسة تأثير الفيروس على الحوامل، بل لكون إجراء تلك دراسات في المختبر ربما يثير خلافاتٍ أخلاقيةً.
خريطة توضح أماكن إنتشار فيروس زيكا في الوقت الحالي والسابق.
آخر تحديث للمناطق المصابة في ديسمبر 2015
يبدو أن تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض، مثل زيكا وشيكونغونيا، يحدث بسبب العولمة. لأن الناس ببساطةٍ أصبح بإمكانهم السفر حالياً عبر أرجاء العالم أسهل من الماضي، والشيء ذاته ينطبق على الأمراض. وهناك جدالٌ بشأن كيفية وصول زيكا إلى البرازيل، ولكن يعتقد بعض الخبراء أن بعوضةً، أثناء استقلالها طائرةً، لتجلب المرض إلى البرازيل أثناء قدوم عددٍ كبيرٍ من المشجعين لمتابعة كأس العالم لعام 2014مـ. كما يلعب الاحتباس الحراري بكل تأكيدٍ دوراً في توسيع المدى الذي يمكن للبعوض والحشرات الأخرى الحاملة للأمراض مثل القراد أن تعيش براحةٍ.
ماهي التوقعات؟
ترى باتي أنه المرجح أن يستمر هذا الوباء بالانتشار في المستقبل القريب عبر أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي خلال الأشهر القليلة القادمة. وتضيف أن التفشي الأصغر السابق، والذي حدث في جزيرتين في المحيط الهادي (هما جزيرة ياب في ميكرونيسيا، وبولينيزيا الفرنسية)، انتهى عندما طوّر عددٌ كبيرٌ من السكان مناعةً بعد الإصابة. ولكن مع وجود سكانٍ أكبر من ذلك بكثيرٍ في عرضةٍ للخطر، ربما لن يوقف هذا التفشي هذه المرة.
مع عدم توفر لقاحٍ، يعمل المسؤولون على منع المزيد من العدوى عن طريق تنبيه السكان المعرضون للخطر من زيكا. وبينما يعكف علماء الأوبئة مثل باتي على تعقب مسار الفيروس بعنايةٍ بغية معرفة طرق انتشاره، فإن مجموعةً أخرى من العلماء سوف تستقصي الصلة بين زيكا والصَعَل.
لدى الخبراء حتى الآن أسئلةً أكثر من الأجوبة. وهذا ربما يضع المسؤولين الأميركيين على حافة الهاوية بينما يشق فيروس زيكا طريقه نحو بورتوريكو والبر الرئيسي للولايات المتحدة (يُرجح أن المريض الذي شُخّص في ولاية تكساس ربما قلّص المرض عندما سافر إلى أمريكا الجنوبية). كما أوصت مراكز مكافحة الأمراض، بالإضافة إلى وكالات الصحة العامة في البلدان الأخرى، الأشخاص المتواجدين في الأماكن التي تم الإبلاغ عن فيروس زيكا فيها بالحرص على تجنب لدغات البعوض باستخدام طارد الحشرات، ارتداء الأكمام الطويلة، والبقاء في الأماكن المكيفة أو إغلاق النوافذ والأبواب.
المصدر: (popsci)
أليكسندرا أوسولا (Alexandra Ossola)
ماري كلير باتي (Marie-Claire Paty)
زيكا (Zika)
حمى الضنك (dengue)
الصَعَل أو صغر الرأس (microcephaly)
المعهد الفرنسي لمراقبة الصحة العامة (the French Institute for Public Health Surveillance)
الزاعجة المصرية (أيديس إيجيبتاي) (Aedes aegypti)
بورتوريكو (Puerto Rico)
هيوستن (Houston)
ولاية تكساس (Texas)
جزيرة ياب (Yap)
ميكرونيسيا (Micronesia)
بولينيزيا الفرنسية (French Polynesia)
مراكز مكافحة الأمراض (The Centers for Disease Control (CDC))
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021
The person who was infected with Zika virus shouldn’t take aspirin (non-steroidal anti inflammatory drugs) as an analgesic, as these have been associated with hemorrhagic syndrome when used for flaviviruses.
Otherwise, acetaminophen drugs
are recommended alternatively
Reference: CDC
Thanks for the informative article.
However, I’ve noticed a translation mistake, as people infectes with Zika virus should not be using Aspirin.
Infected*
**infected
Thanks ..
but i have noticed the
infected people should be not take antibiotic (aspirin) for virus..like i know the virus change it’s DNA so the antibiotic can’t find the virus and attack it.. just this what i wont to say it thaks..