ترجمة: محمد حبشي.
زعمت كوريا الشمالية بأنها قامت باختبار قنبلةٍ هيدروجينيةٍ يوم الأربعاء الموافق 6 يناير 2016مـ، وهي سلاحٌ أقوى من القنابل التي دمرت المدن اليابانية هيروشيما وناجازاكي أثناء الحرب العالمية الثانية.
الخبراء ليسوا متأكدين بعد ما إذا كان هذا البلد المعزول جداً قد قام حقاً باختبارٍ لقنبلةٍ هيدروجينية. أحد الأسباب هو أن الاضطرابات الزلزالية الناجمة عن الانفجار كانت بمحصلةٍ تساوي 5.1 ريختر حسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وهي اضطراباتٌ زلزاليةٌ تشابه في قوتها تلك التي حدثت في 2013مـ عندما قامت كوريا الشمالية باختبار قنبلةً ذريةً (القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية أنواعٌ مختلفةٌ من القنبلة النووية).
قال الخبراء أن القنابل الهيدروجينية أو النووية الحرارية كما تسمى هي أكثر قوةً من القنابل الذرية “الانشطارية”، لذلك فإن أحجام الاضطرابات الزلزالية المماثلة تلقي ظلالاً من الشك على مزاعم كوريا الشمالية. يبدأ الفرق بين القنابل النووية الحرارية والقنابل الانشطارية من المستوى الذري. القنابل الانشطارية تعمل بانشطار أنوية الذرات مثل التي استخدمت في هيروشيما وناجازاكي. حيث تضرب النيوترونات أو الجسيمات عديمة الشحنة بعض أنوية الذرات المجاورة عندما تنشطر، مما يشطر تلك الأنوية أيضاً. مما يُخلِف تفاعلاً متسلسلاً متفجراً وعنيفاً. حيث أن القنابل التي أُلقيت على هيروشيما وناجازاكي كانت بقوةٍ تفجيريةٍ تكافئ 15 و 20 كيلو طن من مادة تي إن تي بالتوالي، وفقاً لاتحادٍ من العلماء المهتمين (اثنين من أعظم 10 تفجيراتٍ على الإطلاق).
في المقابل، كان أول اختبارٍ لسلاحٍ نوويٍ حراريٍ أو قنبلةٍ هيدروجينيةٍ في الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر عام 1952مـ، ونتج عنه انفجارٌ بقوة 10,000 كيلو طن من مادة تي إن تي. القنابل النووية الحرارية/الهيدروجينية تبدأ بالعمل بنفس طريقة عمل القنابل الانشطارية، ولكن تكون النسبة العظمىَ من اليورانيوم والبلوتونيوم في القنابل الانشطارية/الذرية تذهب سدىً ولا يُستفاد منهما. ولكن في القنابل الهيدروجينية هنالك خطوةُ إضافيةُ يتم فيها استخدام البلوتونيوم واليورانيوم أثناء عمل القنبلة، مما يعني زيادةً في قوتها الانفجارية.
في البداية، يحدث في القنبلة الهيدروجينية ما يُسمىَ بانفجار الاشتعال والذي يضغط كرةً من البلوتونيوم-239، وهي المادة التي ستنشطر. داخل حفرة البلوتونيوم-239 هذه يُوجد غرفةٌ من غاز الهيدروجين. ومن ثم ستؤدي درجات الحرارة والضغط المرتفعين الناتجين عن انشطار البلوتونيوم-239 إلى صهر ذرات الهيدروجين. وستؤدي عملية الانصهار هذه إلى إنتاج نيوتروناتٍ والتي تعود مرةً أخرىَ إلى البلوتونيوم-239 متسببةً في انشطار ذراتٍ أكثر، ومن ثم تعزيز التفاعل الانصهاري المتسلسل.
تستخدم الحكومات حول العالم أنظمة رصدٍ دوليةٍ لكشف أيّ اختبارات أو تجارب نوويةٍ كجزء من الجهود الرامية الى تطبيق “معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية” الصادرة في العام 1996مـ. ويبلغ عدد الدول الموقعة على تلك المعاهدة 183 دولةً، ولكنها ليست مطبقةً لأن دولاً رئيسيةً لم تصادق على المعاهدة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
قامت الهند وباكستان وكوريا الشمالية بتجارب نوويةٍ منذ عام 1996مـ. ولكن مع ذلك وضعت المعاهدة نظاماً لرصد الزلازل للتفريق بين الزلازل الناجمة عن الاختبارات النووية وتلك الناجمة عن هزاتٍ أرضية. نظام الرصد الدولي الخاص بمنظمة معاهدة الحظر الشامل يشمل أيضاً محطاتٍ لاكتشاف الموجات دون الصوتية الآتية من الانفجارات، وهي الأصوات ذات الترددات المنخفضة جداً والتي لا يمكن لأذن الأنسان أن تكتشفها. هناك ثمانون محطةً لرصد النويدات المشعة في نطاق الغلاف الجوي والتي من شأنها أن تثبت أن هناك انفجارات “نووية” فعلاً تم الكشف عنها بواسطة أنظمة رصد أخرىَ.
المصدر (livescience)
النووية الحرارية Thermonuclear
النويدات المشعة radionuclide
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021