ترجمة: دلال العنزي
أربعة أنواعٍ من بكتيريا الأمعاء المتواجدة في براز الرضع قد تساعد الباحثون للتنبؤ بالإصابة المستقبلية بالربو.
يميل الرضع الذين يمتلكون مستوياتٍ منخفضةٍ من أربعة أنواعٍ شائعةٍ من بكتيريا الأمعاء عند عمر الثلاثة أشهر إلى اظهار علامات الربو عند أول عيد ميلادٍ لهم، وِفقاً لدراسةٍ نُشرت في الثلاثين من سبتمبر للعام الحالي في مجلة ساينس ترانسليشنال ميديسن.
أظهر بحثٌ سابق أن الرضع الذين أعطوا المضادات الحيوية أكثر عرضة لاضطراب التنفس. وقال باحث الربو الذي لم يشارك في هذا العمل وهو مارشا ويلز-كارب من كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة في بالتيمور بولاية ماريلاند: “]إن البحث[ يضع الكثير من الملاحظات الوبائية من على مرّ السنوات في منظورٍ جديدٍ.”
قال مارتن بليزر والذي أيضاً لم يشارك في البحث وهو عالم الأحياء المجهرية في جامعة نيويورك لجريدة وول ستريت: “هناك الكثير والكثير من الأدلة على أن الأمراض المعاصرة تنبع من فقدان هذه الميكروبات، وخصوصاً في المراحل المبكرة من العمر.” وأردف قائلاً: “إن الميكروبات الجيدة هي تلك التي نحصل عليها من الأم، وتلك الميكروبات أخذةٌ في التلاشي.”
جمع بريت فينلي من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر وزملائه عينات البراز لأكثر من ثلاث مئة طفل في عمر الثلاثة أشهر، وذلك لكشف العلاقة بين استخدام المضادات الحيوية ومخاطر الإصابة بالربو. وعندما قام الباحثون بفحص التسلسل الجيني للحمض النووي الميكروبي في العينات تعرفوا على أربعة أنواعٍ من البكتيريا وهي Lachnospira, Veillonella, Faecalibacterium, and Rothia- والتي تتنبأ المستوياتٍ المنخفضةٍ أو غير القابلةٍ للرصد منها في عينات براز الرضع بأنهم سيعانون من الأعراض المبكرة لمرض الربو من بدقةٍ تساوي 100%، وهي أعرضا من قبيل الصفير عند التنفس وحساسية الجلد عند إتمامهم العام الأول من حياتهم. ولم يظهر أحد الرضع الذين يمتلكون مستوياتٍ عاليةٍ من هذه البكتيريا عند أخذ عيناتهم خلال شهرهم الثالث أيّاً من تلك الأعراض المبكرة. كما فحص الباحثون عيناتٍ من البول أيضاً، والتي جمعوها من الرضع في سن الثلاثة أشهر. فوجدوا اختلافاتٍ في مستويات المنتجات الثانوية للبكتيريا بين أولئك الذين أصيبوا بأعراضٍ مبكرةٍ لربو وأولئك الذين لم يصابوا بعد.
أخبر المؤلف المشارك في الدراسة وهو ستيوارت تورفي من جامعة كولومبيا البريطانية مجلة فيرج: “ما أعتقد أنه مهمٌ هو مدى أهمية الحياة في بدايتها، وهو ليس بالغريب على أطباء الأطفال.” وذكر أيضاً: “تشدد دراستنا على أن تركيبة ميكروبيوم* الأمعاء في أول مئة يوم تشكل أهميةً كبيرةً في التأثير على الاستجابات المناعية والتي قد تسبب لنا أو تحمينا من الربو.”
كما اختبر الباحثون الآثار المترتبة على زراعة عيناتٍ من البراز والتي أخذوها من الرضع المعرضين للربو وفي عمر الثلاث أشهر في أمعاء فئرانٍ خاليةٍ من الجراثيم. عندها التهبت رئات الحيوانات بلا شكٍ، وهو أحد أكثر الأعراض شيوعاً في مرض الربو، مما يشير إلى أن المتسبب في ذلك هو غياب البكتيريا. وفي حال تم إضافة الأربعة أنواعٍ البكتيرية إلى عينات البراز قبيل زراعتها في الجهاز الهضمي للفئران فسيتم علاج هذه الحالة.
قال ويلز-كارب لمجلة ساينس: “ليس هنالك طرقٌ واضحةٌ إلى الآن لتحفيز نمو هذا النوع من البكتيريا في الرضع، ولكنها بالتأكيد ستبدأ بفتح الباب نحو ذلك الاحتمال.”
المصدر (the-scientist)
الكلمات الرئيسية:
* (الميكروبيوم هو المحتوى الجيني الكامل لجميع الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش عادة في بيئة خاصة كالأمعاء والجلد)
- الميكروبيوم: Microbiome
- مارشا ويلز-كارب: Marsha Wills-Karp
- مارتن بليزر: Martin Blaser
- بريت فينلي: Brett Finlay
- ستيوارت تورفي: Stuart Turvey
- دورية ساينس ترانسليشنال ميديسن: Science Translational Medicine
- دورية ساينس: Science
- كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة: the Johns Hopkins Bloomberg School of Public Health .
- جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر: The University of British Columbia in Vancouver
- جريدة وول ستريت: The Wall Street Journal
- مجلة فيرج: The Verge