ترجمة: بيان الغدير و فيصل الخالدي.
غُرفت السنين الماضية بالانتشار الواسع للأعضاء المصنعة مخبرياً، بما في ذلك صناعة الأطراف، الكبد، الجلد، الأنسجة القلبية، وحتى الأعضاء التناسلية الذكرية. ولكن تصنيع عضوٍ مخبرياً ومحاولة تركيب خلاياه بطريقةٍ تحاكي العضو البشري يُعد نصف التحدي فقط، حيث يجب أن تجعل هذا العضو المُعد في المختبر يعمل كجزءٍ من عدة أنظمةٍ معقدةٍ في كائنٍ يتنفس وعلى قيد الحياة، وهنا تبوء أغلب المحاولات بالفشل.
لكن مجموعةً من الباحثين في اليابان تكمنوا حديثاً من صناعة كلىً ذات خصائص وظيفيةٍ كاملةٍ في المختبر، ويستحق الذكر أن هذه الكلى قد قامت بوظيفتها الحيوية بشكلٍ جيدٍ بعد زراعتها في الحيوانات مثل الفئران والخنازير. وبنيت هذه الكلى باستخدام خلايا جذعية مستخلصةٍ والتي تم زراعتها في أجسام الحيوانات المتلقية، وتُنْبِئونا هذه التجربة الناجحة بإمكانية تصنيع كلى مخبرياً مستقبلاً والتي قد تكون قابلةً للاستخدام البشري.
تمكَّن فريق البحث بقيادة تاكاشي يوكو من كلية الطب بجامعة جيكي في طوكيو من التغلب على المشكلة التي كانوا يواجهونها سابقاً مع مثل هذه الكلى المصنعة في المختبر. حيث أنها كانت جيدةً في معالجة وتكوين البول، ولكنها لم تقم بتمريره إلى الحالب الطبيعي بل تضخمت بفعل الضغط بشكلٍ خطير. ولحل هذه المشكلة، قام يوكو وزملائه ببناء كلىً جديدةً مزودةً بإنبوب تفريغٍ خاصٍ، مع مثانةٍ لتخزين البول حتى يكون جاهزاً لتمريره إلى المثانة الحقيقة. هذه التقنية تعرف باسم “الحالب التمعجي التدريجي”، وقد تم توصيل هذه الكلى وزوائدها بحوالب الحيوانات المستقبلة بنجاح.
أبلغنا الباحثون: “حسب ما نعلم، إن هذا هو أول تقريرٍ يظهر أن نظام “الحالب التمعجي التدريجي” قد يحل مشكلتين مهمتين في صناعة الكلى من الخلايا الجذعية وهي: تصنيع مجرىً لإخراج البول والنمو المستمر للكلى حديثة الصنع”. ونقلاً عن تقريرٍ لقناة بي بي سي، تم اختبار الكلى المزروعة على الفئران في البداية وقد استمرت بالعمل بشكلٍ جيدٍ حتى بعد ثمانية أسابيع من زراعتها. ومن ثم قام الباحثون بإجراء تجارب مشابهةً على حيوانٍ ثديٍ أكبر وهو الخنزير فحصلوا على نتائج مماثلةٍ أيضاً.
يجدر بنا القول أن التجارب على البشر لا تزال بعيدة المنال، إلا أن هذه النتائج واعدةُ. أخبر كريس ماسون الخبير في الخلايا الجذعية وطب التجديد في جامعة كلية لندن قناة البي بي سي: “إن هذه خطوةٌ مشوقةٌ إلى الأمام. إن الأسس العلمية تبدو قويةً ويبدو أن لديهم بياناتٍ جيدةٍ في الحيوانات. ولكن هذا لا يعني أنه سيعمل على البشر. فنحن بعيدون بسنواتٍ عن ذلك. إنه هذا البحث شيءٌ ميكانيكيٌ، فهو يقربنا إلى فهم كيفية عمل نظام التصريف. على الاقل مع الكلى، يمكن للمرضى القيام بغسيل الكلوي حتى يكون هناك وقتٌ كافيٌ لنمو الكلى الجديدة إذا ما تمكنا من ذلك”. ولقد النتائج نشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، ويمكنك مشاهدة هذا الفيديو لترى كيف يبدو ذلك:
المصدر (sciencealert)
تاكاشي يوكو: Takashi Yokoo
كلية الطب بجامعة جيكي في طوكيو: the Jikei University School of Medicine in Tokyo
الحالب الدودي التدريجي: stepwise peristaltic ureter
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021