ترجمة: علياء فادان
إن سيريس هو أكبر كويكبٍ في النظام الشمسي، ويظهر عليه ضبابٌ من آن لآخر في فوهةٍ فوق بعض البقع البيضاء الغامضة له.
تم رصد هذه الظاهرة عن طريق مركبة “دون” الفضائية التابعة لوكالة ناسا. ويشير كريستوفر راسل عالم الفلك الكوكبي بجامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس “أن من الممكن أن تُزوِّد البقع المضيئة هذه منطقةً محددةً من سيريس بالقليل من الغلاف الجوي. تدور المركبة الفضائية “دون” حول سيريس منذ شهر مارس. وقد شرح الباحث الرئيسي للمهمة راسل النتائج الأولية خلال اجتماع الاستكشاف في مركز أبحاث اميس في مدينة موفيت فيلد بولاية كاليفورنيا، والذي أُقيم في الواحد والعشرين من شهر يوليو.
إن الضباب على سيريس هو الأول الذي يتم رصده مباشرةً في حزام الكويكبات. وفي عام ٢٠١٤مـ، قام الباحثون بمشاهدة بخار ماء يتناثر خارج سيريس باستخدام التلسكوب الفضائي هيرشل التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، مما أشار إلى أنه نشطٌ جيولوجياً. إن ربع كتلة سيريس على الأقل تتكون من الماء، وهي نسبة أكبر بكثير من أغلب الكويكبات التي تم مشاهدتها سابقاً.
تنتشر البقع المضيئة على سطح سيريس، ولكن الضباب شُوهد فقط في موقعٍ واحدٍ في فوهةٍ تسمى اوكيتور، والتي لها مساحةٌ كبيرةٌ مضيئةٌ في مركزها والعديد من البقع الصغيرة بالقرب منها. ويحاول علماء هذه المهمة معرفة ما إذا كانت البقع المضيئة تتكون من الجليد أو الأملاح المتبخرة أو معادن أخرى أو أمرٍ مختلفٍ تماماً.
يميل بعض أعضاء الفريق إلى تفسير الأملاح، ولكن اكتشاف الضباب يدل على وجود الجليد المتبخر. ويضيف راسل: “إذا نظرت في وقت الظهيرة بزاويةٍ محددةٍ فإنك سترى ما يبدو أنه ضباب، ويعود إلى الظهور دوماً في نمطٍ منتظم.” ويغطي الضباب نصف الفوهة تقريبًا ويتوقف عند حافتها.
وبحسب راسل، فإن المركبة “دون” تمتلك مطيافًا للأشعة تحت الحمراء والذي من المفترض أن يُميِّز بسهولةٍ بين الجليد والملح. لكن الجهاز الذي يقوم بمسح سطح سيريس لم تتاح له الفرصة لدراسة البقع بشكلٍ جيدٍ كما ينبغي. إذ إن الجهاز توقف عن العمل لفتراتٍ قصيرة من الوقت مما تسبب بوجود بقعٍ فارغةٍ في الخريطة. وقد واجه المطياف نفس المشكلة عندما كان يدور “دون” حول الكويكب فيستا في عامي ٢٠١١ مـ و٢٠١٢مـ.
كما يشير راسل بأن “دون” لاحظ أن سيريس أصغر قليلًا مما كان متوقعاً، مما يجعله أكثر كثافةً مما كان يعتقده العلماء بمقدار ٤٪. بالإضافة إلى أن ميل محوره هو عكس ما كان يتوقعه العلماء إذ إن الصيف هو الشتاء والشتاء هو الصيف. وأضاف: “إن جبل سيريس المذهل والذي يبلغ ارتفاعه خمسة كيلومترات والمعروف بالهرم بشكلٍ غير رسميٍ من المحتمل أن يكون مشابهًا في مكوناته للجبال المتواجدة على بلوتو والتي رصدتها مركبة نيو هورايزنز.”
تم تصنيف سيريس ككوكبٍ قزمٍ لأن قطره يبلغ حوالي ١٠٠٠ كم. وستتيح دراسة العلماء لسيريس فهمٍ أفضل للعلاقات بين الأجسام في النظام الشمسي. ويقول اندرو ريفكين عالم الفلك الكوكبي في معمل الفيزياء التطبيقية بجامعة جون هوبكينز في لوريل بميريلاند: “إن سيريس كبيرٌ جدًا بالمقارنة مع كل الكويكبات الأخرى مما يجعله مختلفاً تمامًا، إذ إنه إلى حدٍ ما المرحلة قبل الأخيرة والتي تسبق الكوكب.”
ويطير “دون” الآن بشكلٍ حلزونيٍ ليقترب من سيريس، وذلك بعد انقطاعٍ قصيرٍ عن العمليات الطبيعية في الثلاثين من شهر يوليو. وهو الآن على ارتفاعٍ أقل من 4000 كم فوق سطح الكويكب، ولكنهم يخططون لتقريبه إلى أقل من 1500 كم خلال شهر أغسطس.
المصدر (nature)
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021