ترجمة غالية أحمد الجبرتي
ستقوم طابعةٌ ثلاثية الأبعاد والقادرة على هيكلة وتشكيل الفولاذ من العدم بتجربة بناء – عفواً، طباعة – جسرٍ للمشاة. MX3D هي شركةٌ ناشئةٌ تقوم بالبحث والتطوير في مجال تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد ومقرها هولندا. وتخطط الشركة في وقتٍ لاحقٍ من هذه السنة لتنفيذ أكثر مشاريعها طموحاً حتى الآن: وهو استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء جسر فوق قناة في قلب مدينة أمستردام.
ابنِ لي جسراً:
قام فريق MX3D بأخذ كل ما نعرفه عن الطباعة الثلاثية الأبعاد وقام بقلبه رأساً على عقب. فالعملية التقليدية للطباعة عادة تكون هكذا: تقوم الطابعات ببناء المجسمات من الأسفل إلى الأعلى، وذلك بوضع طبقةٍ تلو الأخرى من مادةٍ بلاستيكيةٍ لزجةٍ عن طريق موزع يتردد ذهاباً وإياباً على مستوى أفقي. ويتألف المنتج النهائي من طبقات تكشف عن طبيعة الطريقة المستخدمة وتشبه إلى حدٍ ما الخريطة الطبوغرافية.
ولكن هذه ليست كيفية عمل طابعات MX3D. فعوضاً عن ذلك، تقوم طابعة المعادن-MX3D ببناء المجسمات عن طريق اخراج كمياتٍ صغيرةٍ من الفولاذ المنصهر من خلال فوهة لحامٍ تقع في نهاية ذراع روبوتٍ سداسي المحاور، والذي يمتلك القدرة على تشكيل الأشياء من أي زاوية، بدلاً عن التشكيل البسيط على مستوى أفقي.
ويتجمد المعدن المنصهر بسرعة حال تدفقه خلال الفوهة، مما يسمح للطابعة بإنتاج خطوطٍ مستقيمةٍ ولولبياتٍ أو أي شكلٍ آخر من العدم.
كتبت شركة MX3D على موقعها الالكتروني: “إن مثل هذه الطباعة الثلاثية الأبعاد لا تزال غير مستكشفةٍ حتى الآن، وتقود إلى لغة تشكيلٍ جديدةٍ غير مقيدةٍ بالطبقات التي تضاف بعضها فوق بعض. إن هذه الطريقة تمكننا من خلق أجسامٍ ثلاثية الأبعاد تقريباً بأي حجمٍ وشكلٍ.”
تستطيع مشاهدة طابعة المعادن عن كثب في الفيديو أدناه:
حدودٌ جديدةٌ:
يخطط فريق عمل MX3D باستخدام فريقين يتكون كلاً منهما من روبوتين لبناء الجسر. وسيبدأ كل فريقٍ من أحد طرفي القناة حتى يلتقيان في المنتصف، وستبني الروبوتات الدعامات اللازمة لها خلال الطريق بينما تتحرك قدماً على منصاتٍ متحركةٍ. ولم يُحدد التصميم النهائي للجسر وموقعه بالضبط حتى الآن، ولكن من المتوقع أن يبدأ البناء في سبتمبر القادم.
إن هذا المشروع هو أكبر بكثيرٍ من مجرد بناء جسر، فربما يعطينا لمحة عما ستبدو عليه مواقع البناء مستقبلاً. فبدلاً عن رؤية العمال الذين يرتدون الخوذات والسترات الصفر، ربما سيصبح مشهد طابعاتٍ ثلاثية الابعاد وذاتية التحكم هو المشهد الطبيعي الجديد. وتقول مادي ستون -من موقع قيزمودو الشهير: “إذا استطعنا بناء جسرٍ بالطباعة ثلاثية الأبعاد، فلما لا نبني ناطحات سحابٍ أيضاً باستخدام رافعات طباعة ثلاثية الابعاد؟ ويوافق فريق عمل MX3D على أن مشروع الجسر الخاص بهم قد يكون له تطبيقاتٌ أوسع كما هو واضح من تصريحهم التالي على موقعهم:
“سيبين هذا الجسر كيف أن الطباعة ثلاثية الأبعاد قد دخلت أخيراً إلى عالم صنع أشياءٍ كبيرة الحجم وعمليةٍ وباستخدام موادٍ مستدامةٍ، وتسمح الطباعة في الوقت ذاته بحرية غير مسبوقة في التشكيل. وإن رمزية الجسر هي استعارةٌ جميلة لتوصيل تقنية المستقبل بالمدينة القديمة، وبطريقة تبرز أفضل ما في العالميّن”
وعلى الرغم من أنMX3D قد أجرت اختباراتٍ على روبوتاتها التي ستقوم بطباعة الجسر على نطاق صغير. إلا أنها ستواجه على الأرجح العديد من التحديات حين يبدأ المشروع. ستضطر روبوتاتها إلى أن تكافح ضد عدم انتظام الأراضي، تغير الأحوال الجوية وغيرها من العوامل التي غالباً يتم التحكم بها في المعمل.
علينا أن ننتظر فقط لنرى ما إذا كان جسر MX3D سيقود إلى توسيع نطاق التطبيقات الممكنة لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، أم سينتهي بهم الحال إلى بناء جسر لا يقود لأي مكان.
قيزمودو: Gizmodo
المصدر (discovermagazine)
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021