ترجمة: سعاد السقاف.
بدايةً، يجب أن نوضح بأن للطيور في الحقيقة آذانٌ، ولكن ليست بالصورة التي نتخيلها عند سماعنا لكلمة “أذن”، وإنما لديها أذنٌ داخليةٌ وهي هيكلٌ يقع داخل رأسها الصغير ويشابه تركيبه أذن الانسان الداخلية، والتي ستجدها إذا أزلت الجزء الغضروفي على جانبي وجه الشخص.
مع ذلك، يمكننا أن نقول بأنه من المستحيل للطيور أن تتمكن من تحديد اتجاه الصوت القادم إليها بدون الجزء الخارجي! ولكن رئيس علم الحيوان في جامعة ميونخ التقنية هانز شنايدر يعلق على ذلك بقوله: “بإمكان أنثى الشحرور أن تحدد مكان رفيقها المختار حتى إن كان تغريده الغرامي فوقها”.
فكيف يمكن أن تفعل ذلك؟
في هذا الجانب، أظهرت دراسةٌ نُشرت مؤخراً في مجلة بلوس ون قام بها شنايدر وفريقٌ من زملائه الباحثين في مجال آلية السمع لدى الطيور المعروفة كالدجاج والغربان والبط. وقد أجروا الدراسة تحت ظروف مخبرية متحكم بها، فقاموا بقياس حجم وتردد الأصوات التي تضرب طبلة الأذن لهذه الطيور. فوجدوا أن الصوت عندما يأتي من اتجاهٍ معينٍ فإن طبلة الأذن الأقرب للصوت تسجل تردداً مختلفاً وأعلى عن التردد الذي تسجله طبلة الأذن الأبعد عن مصدر الصوت، مما يسمح للطيور بتحديد الاتجاه الذي أتى منه الصوت، على الرغم من حقيقة أن الصوت يكاد يضرب طبلتي الأذن في نفس الوقت تقريبا.
بالإضافة إلى ذلك، سجل الباحثون أن هناك اتصالاً ملحوظاً بين البصر والسمع. حيث أن الطيور لديها أعين على جانبي رؤوسها، بما يعني أن لديها مدى رؤية يقرب من 360 درجة. وعندما تسمع الطيور الصوت فإنها تميل برأسها باتجاه طبلة الأذن الأقرب للصوت وتترك لبصرها الحاد أن يمسح المنطقة بحثاً عن مصدر الصوت.
بذلك لخص كتاب الدراسة بأن هذه هي الطريقة التي تمكن الطيور من تحديد اتجاه مصدر الصوت، مشيرين بأن هذه الآلية أدق مما كان متوقعاً.
بلوس ون: PLOS one
المصدر (natureworldnews)