ترجمة: فيصل الخالدي
هل تذكر تلك المرة التي كنت تشاهد فيها التلفاز وفي نفس الوقت كنت تراقب شاشة هاتفك النقال؟ معظمنا يقوم بهذا كل يوم، وهذه الظاهرة تعرف باسم المشاهدة الثانية. وتبين في بحث جديد عرض لأول مرة في الاجتماع السنوي للجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال في سان ديغو، أن هذه الرغبة المتأصلة فينا للقيام بمهام متعددة في وقت واحد تبدأ منذ نعومة أظفارنا. حيث وجد هذا البحث انه ليس وحدهم البالغين من يقوم بمحاولة القيام بمهام متعددة بل وحتى االاطفال في عمر السنتين.
وبناءً على البيانات المستخلصة من 370 من الاباء والامهات في مستشفى في فيلاديلفيا، كانت كل البيوت تقريباً تحتوي على تلفاز، وكان أكثر من ثلاثة أرباعهم يملكون جوالات وأجهزة لوحية ذكية. ووفقاً للوالدين، فإن أغلب الاطفال في عمر الست أشهر يقومون باللعب بالهواتف النقالة لمدة نصف ساعة يومياً. ولم يكن هؤلاء الاطفال يشاهدون بعض الرسوم المتحركة فقط، بل كان ثلثهم يقوم بالضغط والتفاعل مع الشاشة، وربع الاطفال قام ايضاً بالاتصال -بالخطأ طبعاً- على اشخاص اخرين. وببلوغهم عمر السنتين، كان كل الاطفال تقريباً يستخدمون الهواتف الذكية، وفي بعض الاحيان كانوا يستخدمون هواتفهم أثناء مشاهدة التلفاز في نفس الوقت!
ولكن السؤال المهم هو: هل هذا مضرٌ بالأطفال؟ وماذا يقول لنا الطب الحديث عنه؟ تعتقد الجمعية الامريكية لطب الاطفال انه حقاً مضر للأطفال، ولا يقتصر الضرر على المشاهدة الثانية فقط، إنما تقول الجمعية أن على الاطفال عدم مشاهدة الشاشات بتاتاً. وذلك بحجة ان الاطفال بإمكانهم التعلم بشكل أسرع بكثير عندما يتفاعلون مع بيئتهم والناس حولهم على عكس التفاعل مع الشاشات.
ولكن الباحثون في هذه الدراسة يقولون بأننا لا نعلم مدى تأثر الاجهزة الذكية على أدمغة الاطفال. فهذه التقنية حديثة نوعاً ما، ونحتاج الى وقت أطول لمعرفة مدى تأثيرها علينا وعلى اطفالنا.
المشاهدة الثانية: second screening
المصدر: (scientificamerican)