*ترجمة: علي مرضي الزهراني
تتجمع اللويحات والكتل المتشابكة من البروتين في أدمغة مرضى ألزهايمر كما هو معروف، معيقةً التدفق العصبي. وفي دراسة جديدة غير عادية في جامعة ديوك، يقترح الباحثون أن بعض خلايا الجهاز المناعي قد تستهلك الأرجينين بشكل غير طبيعي، وعندما تم منع هذه العملية لم تتطور اللويحات الدماغية ولم تُفقد الذاكرة نتيجةً لذلك.
تقول د. كارول كولتون أستاذة علم الأعصاب بجامعة ديوك: “إننا نرى أن هذه الدراسة تفتح الأبواب للتفكير في مرض ألزهايمر بشكل مختلف تماماً، لكسر جمود الأفكار حول المرض.”
الأرجينين هو حمض أميني ولبنة بناء كيميائية مهمة لصنع البروتينات في الجسم، يتم اكتسابها عادةً من الطعام كاللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك، ومنتجات الحليب. الآن، وقبل أن نذهب لأبعد من ذلك، دعونا نجيب عن السؤال الذي يتبادر لأذهانكم بلا شك: هل هذه الدراسة تعني أن أي شخص يعيش في خوف الإصابة بمرض ألزهايمر يحتاج لتناول الأرجينين بكميات أكبر أو تناول المكملات الغذائية؟
لا، لسوء الحظ فإن تناول كميات كبيرة من الأرجينين لن تغني الدماغ، حيث أن الكثير من المغذيات يتم منعها بواسطة الحائل الدموي الدماغي ولا تصل مطلقاً إلى مناطق الدماغ التي تحتاجها.
من أجل الدراسة، استخدم العلماء نوع من الفئران قاموا بهندسته وراثياً قبل سنوات من سلالة تسمى بالـ”سي في إن- أيه دي”، ليصبح الجهاز المناعي لفئران هذه السلالة مماثلةً أكثر لجهاز الإنسان، بالإضافة إلى أن أدمغتها تحتوي على لويحات و كتل متشابكة مع فقدان للخلايا العصبية، الذي يماثل ما يحدث لمريض ألزهايمر. وقام العلماء بهندسة فئران هذه السلالة ليكون هناك بدايات تدريجية للأعراض، مما يعطي الباحثين الوقت لدراسة أدمغتها ومعرفة كيفية بدء المرض.
بملاحظة مدة حياة مجموعة من فئران “سي في إن- أيه دي”، وجد الباحثون أن أغلب مكونات الجهاز المناعي بقيت أعدادها كما هي، باستثناء نوع واحد من الخلايا المناعية الخلايا الدبقية الصغيرة*، فقد بدأت بالإنقسام والتغير في وقت مبكر من المرض. الجدير بالذكر أن الخلايا الدبقية الصغيرة تُعرف بأنها أول الخلايا المستجيبة للإصابات والعدوى.
بتحليل أنماط النشاط في أدمغة الفئران، اكتشف العلماء زيادة في التعبير للجينات المرتبطة بتثبيط الجهاز المناعي. وفي نفس الوقت، وجدوا تعبيراً أقل للجينات التي تزيد من نشاط الجهاز المناعي. (يفترض معظم الباحثين عادةً أن ألزهايمر هو مرض إلتهابي يزيد من النشاط المناعي).
ووجدت المجموعة أيضاً أن الخلايا الدبقية والأرجيناز (إنزيم يقوم بتكسير الأرجينين) يتم التعبير عنها بشكل كبير في مناطق في الدماغ مرتبطة بالذاكرة. ولهذا قاموا تجريبياً باستخدام عقار “دي إف إم أو”* لمنع الـ أرجيناز قبل بداية أعراض ألزهايمر في الفئران.
لم تكن النتيجة ظهور لويحاتٍ أقل فقط، بل إن الفئران أدت بشكلٍ أفضل في اختبارات الذاكرة. وقد بدأت مجموعة الباحثين في التحقيق في عقار “دي إف إم أو” (عقار للسرطان لم يتم إعتماده بعد من قبل إدارة الغذاء والدواء) ليروا إن كان له القدرة على علاج ملامح مرض ألزهايمر بعد ظهورها.
microglia – الخلايا الدبقية الصغيرة*
difluoromethylornithine – DFMO*
مصدر الصورة:
المصدر:
Latest posts by السعودي العلمي (see all)