بقلم: لينة ناصر
ولد اسحاق نيوتن في انجلترا عام 1643، تلقى تعليمه الأساسي في King’s School و تعرف حينها على عالم الكيمياء الرائع، الذي أصبح هوسه الحقيقي. أقنع عمه أمه أن يلتحق الجامعة، بعد أن لاحظ ذكاءه و فطنته. التحق نيوتن بكلية تيرينتي في كامبريج. في تلك الفترة، كانت الثورة العلمية في بداياتها. فنظرية مركزية الأرض بدأت تتلاشى أمام مكتشفات كوبرنيكوس و غاليليو، ديكارت قد قام بصياغة فرضية حول الطبيعة ” كآلة ميكانيكية” و كانت كلية تيرينتي متبنية فلسفة أرسطو بأن الطبيعة تُدرس عن طريق الهندسة.
كان نيوتن مولعا بالفلسفة و الدراسات المتقدمة، فلم تكن المناهج التقليدية في الجامعة مثيرة له . لم يتخرج بمرتبة شرف ولكن جهوده قد أعطته منحة لاكمال دراسته لمدة أربع سنوات أخرى. لسوء الحظ، قد اجتاح وباء الطاعون كامبريج و أغلقت الجامعة. عاد نيوتن لمنزله، ليكمل دراسته بنفسه. في هذه السنة و النصف، قام نيوتن بأعمال غيرت مجرى التاريخ …. انتقلت الفيزياء لمرحلة جديدة كليا. فبدلاً من المنهج الوصفي للفيزياء qualitative ، وضع نيوتن أسس المنهج القياسي Quantitative وضع نيوتن اسس حساب التفاضل و التكامل (التغير الدقيق infinitesimal change) و وضع أيضا قوانين لانكسار و انعكاس الضوء، فسر الطيف الضوئي، و آلية عمل العين. بالإضافة لعمله الأكثر تمييزا بين الناس قانون الجذب العام.
وبذلك استطاع نيوتن التوحيد بين قوى السماء و الأرض في ثلاثة قوانين تعرف باسمه والتي لا يكاد شخص لا يعرفها !
عاد نيوتن لكامبريج، و سرعان ما ترقى نيوتن ليصبح استاذا في Trinity College أكمل أبحاثه على الضوء، كما اخترح التلسكوب العاكس، الأمر الذي أنتج قفزة هائلة في علم الفلك !
بالرغم من علاقاته السيئة مع الفيزيائيين الآخرين مثل هوك و هيجنز. إلا أنه كان معروف بذكاءه الحاد و مقدر حتى بين من اختلف معهم!
أصبح نيوتن عضوا في الجمعية الملكية للعلوم Royal Society of Science ، في عام 1687 و قام بتأليف كتابه الشهير , Philosophiae Naturalis Principia Mathematica – المبادئ الرياضية لفلسفة الطبيعة، و الذي يعد الكتاب الأكثر تأثيرا في الفيزياء !
قد يبدو ظاهريا أن أعمال نيوتن تركزت على الفيزياء و الرياضيات! ولكن لم تشغل كثيرا من وقته ! إن الكيمياء كانت هوسه الخفي كان يعرف عن نيوتن عدم نشره لكثير من أعماله، ولكن سريته بخصوص الكيمياء كانت الأكبر. قام بانجاز الكثير من التجارب بها، ولكنه لم ينشر أيا من ذلك. حتى يقال أنه قام بحرق جميع أعماله ، وفي روايات أخرى أن مختبره قد اشتعل نتيجة لحادث. وكما اهتم نيوتن أيضا بالفلسفة و الثيولوجيا.
بالرغم من انجازاته المهولة في العلوم، إلا أنه أدرك تماما أن ما قدمه ليس سوى البداية … ففي مقولة له ” كنت مثل صبي يلعب على شاطئ البحر؛ أشغل نفسي بين الحين والآخر بالعثور على حصاة أنعم أو قوقعة أجمل من المعتاد، بينما محيط الحقيقة الشاسع ممتد أمامي ولم يتم اكتشافه بعد. “
نرى الآن كيف كان نيوتن محقا ! هل غادرنا هذا الشاطئ ؟ أم مازلنا نلعب بنفس الأصداف التي لعب بها نيوتن ؟؟
Trinity College
مصدر1 :
مصدر2:
مصدر3: