ترجمة: وليد الدوسري.
إن الإناث اللاتي يقابلن شركاءهنّ خلال استخدامهنّ لحبوب منع الحمل قد يجدن شركاءهنّ أقلّ جاذبية بعد التوقف عن تعاطيها، وفقاً للأبحاث. إذ وجد العلماء أن الإناث حديثات الزواج اللاتي كنَّ يتعاطين موانع الحمل الهرمونية في الفترة التي التقوا فيها أزواجهن، يرون أزواجهنّ بشكلٍ مختلف بعد التوقف عن استعمال الحبوب.
فمع الرجال الذين لا يمتلكون ملامح وجه تتفق مع معايير الجاذبية، أصبحن الإناث أقلّ رضا في علاقاتهنّ بعد الامتناع عن استعمال موانع الحمل الفموية. ومع ذلك، فأما الرجال الذين يتمتعون بقدرٍ من الوسامة، فلقد رأوا أن رضا زوجاتهم قد ازداد بعد التوقف عن استعمال الحبوب.
وتُرجّح نتائج البحث أن موانع الحمل الهرمونية قد تؤثر على الطريقة التي يحكمن بها الإناث على جاذبية الذكور، وبالتالي على مدى رضاهنّ مع شركائهنّ. وبينما يتم بناء العلاقات عادةً على مجموعة من الصفات، حذّر الباحثون من أن هذا النوع من الموانع قد يملك تأثيراً غير متوقّع على ما تبحث عنه النساء من صفات في شركائهنّ.
وتقول عالمة النفس ميشيل رسل من جامعة ولاية فلوريدا: “إن الرضا الزوجيّ متصلّ بشكلٍ قويّ مع الصحة العقلية والبدنية ومع مجموعة من النتائج البدنية والعقلية والاجتماعية للأطفال.” وأوردت أيضاُ: “إن حقيقة أن استخدام الزوجات للموانع الهرمونية مرتبط مع رضاهنّ الزوجي، ترجّح أن لموانع الحمل الهرمونية آثاراُ بعيدة المدى، نافعة وضارة.”
وقد تابع الباحثون ١١٨ زوجاً من حديثي الزواج لما يزيد عن أربعة أعوام، بواسطة استطلاعات للرأي منتظمة عن مدى رضا الزوجات عن علاقاتهن وعن تعاطيهنّ للموانع. كما استخدم الباحثون الذين تم نشر عملهم في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم فريقاً مدرّباً من المراقبين لتقييم وسامة الرجال.
حيث وجد الباحثون أن النساء اللاتي كن يستعملن فيها الحبوب في الفترة التي قابلن أزواجهنّ فيها ومن ثم توقفن، وجدن اختلافاً في مدى تقييمهن لعلاقاتهن، إذ أن النساء مع الأزواج الوسيمين أصبحن أكثر رضا، بينما زوجات من هم أقل وسامة أصبحن أقل رضا.
أما النساء اللاتي لم يتعاطين الحبوب في الفترة التي قابلن فيها أزواجهنّ، ثم بدأن بالتعاطي لاحقاً، لاحظن اختلافا في مدى شعورهن تجاه علاقاتهن. ولكن النساء اللاتي غيّرن طريقة تعاطيهنّ للحبوب، ذكرن أن علاقاتهن أصبحت أقل إرضاءً جنسياً بغض النظر عن مدى جاذبية شركائهن.
وعكست نتائج هذا البحث ما توصل إليه بحثٍ سابق خلص إلى أن الموانع الهرمونية تؤثر على تفضيل النساء لرائحة أجساد الذكور كما قد تؤثر على مدى الرضا الجنسي الذي يجدنه في علاقة ما. كما حذّر خبراء الخصوبة النساء من التخلي عن استعمال حبوب منع الحمل في حالة تعاطيهن لها كتبعات للحمل الغير مقصود مما قد يؤدي إلى تأثير أكبر بكثير.
ويقول دكتور آلان باسي، خبير الخصوبة في جامعة شيفيلد ورئيس مجلس الإدارة الجمعية البريطانية للخصوبة: “مجرد التفكير في تعاطي حبوب منع الحمل أو الامتناع عنها من أجل التأثير على أي ناحية من نواحي العلاقة هو أمر خاطئ برأيي. فالحبوب هي موانع مهمة، إذ أن الحمل الغير مقصود قد يغيّر العلاقة تغييراً لا رجعة فيه.”
The Guardian (المصدر الأصلي)