كتابة وتلخيص: دينا الهليس
كثيراً ما نمارس أفعالاً خاطئة كأن نخرج من منازلنا تاركين التلفاز والإنارة مضاءة بلا مبالاة، وننسى أننا جزء من ضمن منظومة كونية لا يعيش فيها سوانا بل مئات الملايين من المخلوقات الأخرى، فأفعال كهذه -وأسباب أخرى سنتطرق لها- أدت إلى ظاهرة خطيرة تسمى بالإحتباس الحراري.
يمكن تعريف هذه الظاهرة بأنها ارتفاع درجة الحرارة في الغلاف الجوي المحيط بالأرض كنتيجة لزيادة انبعاث غازات الصوبة الخضراء (Greenhouse gases) والتي يتكون معظمها من بخار الماء، ثاني أكسيد الكربون CO2، و الميثان CH4، والأوزونO3 ، وأكسيد النيتروز N2O، ومركبات الكلورو فلورو كربون CFCL3.
ووفقاً لمجموعة العلماء التي أسستها الأمم المتحدة: IPCC والتي هي اختصار لكلمة Intergovernmental Panel On Climate Change ، فإن معظم غازات الصوبة الخضراء ناتجة عن إنتاج الكهرباء، الأسمدة، والغازات المستخدمة في عمليات التبريد والصناعة. والجدير بالذكر أن غاز ثاني أكسيد الكربون يعد الأكثر إضراراً؛ ففي منتصف القرن الثامن عشر ومع بداية الثورة الصناعية، بدأ تركيز ثاني أكسيد الكربون يرتفع في الجو، وقد نجم هذا الإرتفاع عن عدة أسباب منها: احتراق الوقود الأحفوري، احتراق القمامة، احتراق المواد العضوية كالفحم أو البترول، بالإضافة إلى القطع المستمر للشجر في الغابات. وذلك كله يؤدي إلى أن يحتجِز أكسيد الكربون بالإضافة لغازات أخرى بعض حرارة الأرض وهذا يجعلها أكثر سخونة وبالتالي يؤدي هذا الإحتباس الحراري إلى خفض نسبة هطول الأمطار وتصحر بعض المناطق فتموت النباتات.
إن الاحتباس الحراري يؤثر على المناخ، ويؤدي ارتفاع الحرارة الشامل للكرة الأرضية الناجم عن مفعول الإحتباس الحراري إلى تجفيف كوكبنا، عن طريق زيادة التبخر من المحيطات والتربة والنباتات. هذه الزيادة في الأبخرة تزيد وبشكل هائل من الرطوبة، وتغذي جميع أشكال الطقس الممطر على شكل عواصف ممطرة، وهكذا فإن هذه التقوية لدورة الماء تؤدي إلى ابتلاء المناطق الجافة بمزيد من الجفاف، في حين تؤدي إلى هطول أمطار أو زخات ثلجية غزيرة في المناطق الرطبة، مما يزيد من احتمال حدوث الفيضانات.
قد تتساءل الآن عن مخاطر هذه الظاهرة، وقد تسأل نفسك ماذا عليّ أن أفعل؟
أولاً إذا أصبحت الأرض أكثر سخونة، بعض التغييرات الهامة ستحدث مثل :
- إرتفاع في منسوب مياه المحيطات بسبب الحرارة (وقد ارتفع مستوى المياه في البحار من 0.3-0.7 قدم خلال القرن الماضي.)
- ذوبان المسطحات الجليدية.
- غرق المدن والجزر الساحلية.
- انقراض بعض الأنواع الحية: هذا وقد وجد الباحثون أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تدمير أو انخفاض إنتاجية بعض الموائل الطبيعية الحيوية، وعلى رأسها الشعاب المرجانية والغابات المدارية، وهي من أهم الموائل على ظهر الأرض ومن أكثرها عطاء للإنسانية، تتبع ذلك زيادة معدلات انقراض الكائنات الحية كنتيجة مباشرة لتدمير مثل هذه الموائل وعدم قدرة الكثير من كائناتها على التأقلم مع التغيرات الجديدة
- زيادة معدل انتشار الأمراض والأوبئة المستوطنة مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفود والكوليرا، بسبب هجرة الحشرات والدواب الناقلة لها من مواطنها في الجنوب نحو الشمال، وكذلك بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة ونقص مياه الشرب النظيفة.
ثانياً وأخيراً: ماذا عليك أن تفعل؟
- تقليل التلويث الصناعي عبر الإنتقال إلى انتاج الطاقة المتجددة.
- شراء الحاويات المقسمة واستخدامها لإعادة التدوير.
- استخدم الورقة من الجهتين.
- التوفير في استهلاك الطاقة: لا تترك الأنوار والتلفاز مفتوحة في حال عدم تواجدك في المنزل.
- اشترِ المنتجات الموفرة للطاقة.
- ازرع شجرة.
- قلل من استخدام الحرارة والماء الساخن.
- انشر الوعي وشجع الآخرين.
المصادر:
تأثير الإنسان في المناخ – مجلة العلوم
الأحتباس الحراري وسنينه – الجزيرة
الأحتباس الحراري – شركة الإذاعة البريطانية
الأحتباس الحراري – ناشيونال جيوقرافيك