ترجمة: بيان عبدالمنان.
أظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن الأمهات المقيمات في مناطق خضراء لديهن احتمالية أكبر أن يتممن فترة الحمل كاملة وان يلدن أطفال بأوزان أعلى مقارنة بالأمهات اللواتي يعشن في اماكن حضرية لا تحوي مسطحات خضراء. و حتى بعد أن تم استبعاد عوامل اخرى لها تأثير كمستوى الدخل والتلوث والضوضاء إلا أن النتائج تبقى كما هي وفقا لباحثين في جامعتي Oregon و British Columbia.
ويقول Perry Hystad عالم البيئة و الاوبئة والباحث الرئيسي في هذه الدراسة: “أن هذا كان أمرًا مفاجئاً فنحن توقعنا أن يختفي أثر البيئة الخضراء في حال التعرض لتلوث وضوضاء الا أن الدراسة اظهرت تأثير البيئة الخضراء على المواليد من ناحية اجتماعية ونفسية “.
ويضيف Hystad أننا مازلنا بحاجة للمزيد من البحث للتأكد من صحة هذه العلاقة والتأكد مما إذا كانت المساحات الخضراء ستمنح حياة اجتماعية أفضل للأشخاص وتخفف من الضغوطات النفسية والتوتر لديهم.
وقد اجريت هذه الدراسة على 64000 مولود وأظهرت النتائج أن الولادة المبكرة جدًا قلت بنسبة 20% أما الولادة المبكرة فقلت بنسبة 16% للمواليد في المناطق الخضراء كما ان اوزانهم كانت اكبر ب45 غم. وكما يقول Hystad فإن هذه الدراسة أظهرت وجود علاقة بين البيئات الخضراء والصحة المجتمعية.
من وجهة نظر طبية نجد أن هذه الزيادة في الاوزان زيادة طفيفة لكن سيكون لها تاثيرات واضحة على المواليد في المجتمع لأن من يولد بوزن منخفض أو بولادة مبكرة سيعاني من مشاكل مستقبلية وليس فقط في صغره كما أن تكاليف العناية الصحية بهم ستكون كبيرة.
جميعنا نعلم الأثر السيئ للعيش في مناطق حضرية قريبة من طرقات رئيسية لذلك علينا أن نفكر في تغيير أسلوب تصميم المدن لزيادة المسطحات الخضراء فيها, فبالإضافة إلى أننا سنحسن نظامنا البيئي, سنوفر أيضًا الكثير من المال المنفق على قطاع الرعاية الصحية ومكافحة الامراض.
كم مساحة خضراء سنحتاج و ما نوعها لا يزال غير واضح لكن الباحثون يعلمون أن إضافة آلة زراعة إلى الفناء أو شجرة في وسط الرصيف لن يحدث فرقًا كبيرًا على المواليد.
“زراعة شجرة واحدة لن يساعد في شيء على الأرجح” يقول Hystad “لا تستطيع فعلًا رؤية التأثير الإيجابي للمساحات الخضراء حتى تصل إلى مستوى معين من الخضار في المنطقة”
من الخطوات المهمة التي يجب على الباحثون فهمها هي، ما هو هذا المستوى و لماذا يحدث فارقًا.
*نتائج الدراسة نشرت مؤخرا في مجلة :
” Environmental Health Perspectives”.
Hugh W. Davies, Lawrence Frank, Josh Van Loon, Lillian Tamburic and Michael Brauer of the University of British Columbia; and Ulrike Gehring of Utrecht University in The Netherlands
*العينة المدروسة 64000مولود بين العام 1999 والعام2002