ترجمة: ميسون الصقعوب
الباحثون في جامعة سينسيناتي في الولايات المتحدة الأمريكية وجدوا علاجاً يعكس سكري النمط الأول في الفئران، وقد يؤدي إلى تطوير علاج لمحاربته عند البشر.
تمت هذه الدراسة بقيادة الدكتور ويليام ريجواي، وقام باستعراضها في شهر يونيو الماضي في الجلسات العلمية للجمعية الأمريكية للسكري في دورتها الرابعة والسبعون في سان فرانسيسكو.
يتم تشخيص سكري النمط الأول عادة في الأطفال أو المراهقين ويعزى لحوالي ٥٪ من الحالات المصابة بالسكري، حسب الجمعية الأمريكية للسكري. وفي هذا النوع من المرض فإن الجسم لا يقوم بصناعة حاجته من الإنسولين الذي يعتبر مركباً مهماً لإستفادة الجسم من الجلوكوز في إنتاج الطاقة (الأيض) وبدونه ترتفع نسبة الجلوكوز في الدم وعندها يتعذر على الخلايا انتاج الطاقة.
حالياً لا يوجد علاج لسكري النمط الأول ولكن يمكن التحكم بأعراضه عن طريق أخذ حقن الانسولين. ومن أعراض المرض، فرط التبول والعطش الدائم بالاضافة إلى نقصان الوزن حتى مع زيادة الوجبات.
حسب الباحثين، فإن معدل الاصابة بالنمط الأول وأمراض المناعة الذاتية بشكل عام إرتفع بشكل كبير منذ منتصف القرن الماضي، وقد يكون السبب هو انخفاض المحفزات للمناعة الطبيعية مما يؤدي إلى إثارة جهاز المناعة الذاتي عند الأطفال والشباب. ففي سكري النمط الأول خلايا الجهاز المناعي تهاجم خلايا بيتا في البنكرياس التي تنتج الانسولين.
سابقا أوضحت الدراسات أن الفئران المصابة بالسكري وغير مصابة بالبدانة، لديها اختلال في جهاز المناعي الطبيعي، وأوضحت أيضاً أن المستقبلات الشبيهة بالتول من نوع TLR4 تقوم بدور وقائي ضد سكري النمط الأول.
في هذه الدراسة قام الباحثون باستعمال أجسام مضادة من نوع UT18 تستهدف مستقبلات TLR4 لتحفيزها وبالتالي عكس تأثير السكري في نسبة كبيرة من الفئران الغير بدينة المصابة حديثاً بالمرض.
يوضح ريجواي: “لقد وضحنا أن باستعمال جسم مضاد لتحفيز عناصر معينة من جهاز المناعة الطبيعي، استطعنا عكس تأثير السكري في الفئران التي أصيبت بالمرض حديثاً وبدأت أعراض المرض بالظهور لديها واستطعنا القيام بذلك لدى نسبة عالية من الفئران. السبب في عكس الأعراض هو الحفاظ على خلايا بيتا في البنكرياس التي تقوم بانتاج الانسولين، عن طريق حمايتها من الهجمات الذاتية للجهاز المناعي وهو الأمر الذي يميز سكري النمط الأول”.
مفتاح عكس الأعراض لدى الفئران هو الكشف المبكر عن المرض، ويجب أن يكون داخل إطار زمني قصير، ومع ان هذا الإطار الزمني يعتبر أطول لدى البشر إلا أنه يعتبر زمن قصير نسبياً من بداية المرض وحتى وصوله للمرحلة الأخيرة.
وأوضح ريجواي أيضاً أن كيفية مجابهة المرض في علاجهم تختلف عن أغلب الطرق التي تمت دراستها، حيث أن أغلب الأبحاث تتجه نحو كبت الجهاز المناعي التكيفي عن طريق التخلص من الخلايا المناعية التائية (T-Cells) التي تهاجم الجسم، بينما هذه الدراسة تستهدف جزء مختلف من الجهاز المناعي.
هناك نوعان من المناعة؛ المناعة الطبيعية والمناعة التكيفية، وبشكل مبسط فإن خلايا T وخلايا B تعتبر جزء من المناعة التكيفية ويقومون بالتفاعل مع عدد كبير من المحفزات أو المستضدات. أما جهاز المناعي الطبيعي فيقوم بحماية الجسم بطريقة نمطية. والعلاج المقدم في هذه الدراسة يستهدف تحفيز المستقبلات الخلوية الموجودة غالبا في خلايا جهاز المناعة الطبيعي، مثل الخلايا التغصنية (Dendritic cells).
العناصر في مستقبلات TLR4 تتفاعل لدى الإنسان بطريقة مشابهة للفئران، وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات فإن استهداف المناعة الطبيعية يمكن اختبار فاعليته عند البشر؛ كما يبين ريجواي.
يجب القيام بدراسات أخرى في المستقبل إلا أن هذا العلاج يحمل مستقبل مبشر حيث أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قامت بفسح أحد الأدوية المحفزة لمستقبلات TLR4، كما أن هناك عقاقير أخرى تحت الإنشاء؛ كما وضح ريجواي.
لمعلوماتك
المناعة الطبيعية: هي المناعة المناعة الموجودة عند مجموعة (فصيلة أو نوع) وتنشأ عند الأفراد قبل الولادة وقبل التعرض إلى المايكروب أو المحفزات وتتكون من خلايا في الجلد وإنزيمات اللعاب وخلايا الدم البيضاء وغيرها، يعتبر هذا النوع من المناعة هو صف الدفاع الأول في الجسم.
المناعة المكتسبة: المناعة اللتي تنشأ بعد التعرض لمحفز.
المناعة الذاتية: هي المناعة المرتبطة بمحاربة الجسم المضاد أو خلايا T المناعية لعناصر أوخلايا أو أنسجة الكائن الذي يتنجها.
المستقبلات الخلوية: هي مجموعة كيمائية أو عنصر مثل البروتين يقع على سطح الخلية أو داخلها، ويحصل لها ائتلاف (تجاذب) لمجموعة كيمائية معينة أو عنصر أو فيروس.
From NCBI
المستقبلات الشبيهة بالتول: مستقبلات تلعب دور أساسي في التعرف على المايكروبات وتنشيط المناعة الطبيعية.
From Merriam Webster dictionary
السالم عليكم انا من الاردن طيب ليش ما تبدوا بالعمليات لمرضى السكري لانوا في ناس كثير تتعذب من هذا المرض وخاصة الاطفال
مصابة بالسكر لمدة 26سنة..وقد اثر هذا المرض بكل جوانب حياتي..لا استطيع العمل كالاخريات ولا الزواج مثلهن…اسال الله ان يكتب لي الاجر والثواب
الله يأجرك أختي. ولكن بودي أن أوضح لك أن الطب الحديث يمكننا من التحكم بأعراض مرض السكر ومضاعفاته بنسبةٍ جيدةٍ، بما يسمح للمريض بأن يعيش حياةً طبيعيةً بالكامل (يعمل، يتزوج، يمارس أنشطته اليومية، آلخ..) عدا أنه يضطر لتناول العلاج.
انصح أن تتواصلي مع مثقفٍ صحيٍ متخصص في مرض السكر لأخذ المزيد من المعلومات حول مرضك وطريقة التحكم فيه. وتذكري أن أهم وسيلةٍ لتعيشي حياةً طبيعيةً هي أخذ العلاجات، ممارسة الرياضة 5 مرات أسبوعياً، والحمية الغذائية الصحية.