Credit: CHILDERS & ALLISON (ترجمة نيتشر الطبعة العربية)
مفارقة البدانة هو الأسم الذي أطلقه العلماء على ظاهرة احصائية محيرة ظهرت في الدراسات الحديثة, التي تربط بين مؤشر كتلة الجسم (م.ك.ج) ومعدلات الوفيات في مختلف الفئات العمرية, فوجد العلماء أرقاماً مخالفة للنظرة السائدة في المجتمع العلمي, القائلة أن الحفاظ على وزن مثالي في نطاق مجال ١٨.٥-٢٥ م.ك.ج ضروري للصحة ومهم لإطالة العمر, حيث اكتشفوا أن زيادة الوزن الطفيفة بعد سن الخمسين ما بين نطاق ٢٥-٣٠ م.ك.ج أمر مفيد صحياً, مما يعني بشكل آخر, زيادة الوزن مفيدة لكبار السن
وقد جاء هذا الإستنتاج بعد تحليل لـ٩٧ دارسة, شملت حوالي ٢.٨٨ مليون شخص, أجرتها الدكتورة كاثرين فيلجال التابعة للمركز الوطني للإحصاءات بولاية ميرلاند في أمريكا. وقد لاقت هذه الدراسة هجوماً شديداً واستنكاراً عنيفاً من بعض الأطرف الطبية, التي تدعي أن هذه الدراسة لم يتم فيها اجراء الإستبعاد الإحصائي فيها بشكل جيد, وبالتالي فإن نتائجها منقوصة وخاطئة
حاول العلماء إعطاء التفسيرات الطبية لهذه الظاهرة, وأكثرها قبولاً هو أن كبار السن ذو الأوزان الزائدة لهم مخزون طاقة وافر يمكنهم من التحمل والنجاة من الفترات المرضية القاسية, خاصةً مقارنةً بنظرائهم أصحاب الوزن الطبيعي, وبالتالي فإن فائدة الوزن الزائد هي محصورة فقط بهذه الفئة العمرية لا غير, لأن الوزن الزائد في بداية العمر يؤدي إلى أمراض مزمنة كأمراض القلب وداء السكري, وكذلك في متوسط العمر, الذي يصاحب ظهور أمراض مزمنة أخرى