@goal139
يظن الكثير أن البول مجرد فضلات لا قيمة لها يتخلص منها الجسم وتنتهي القصة هنا. لكن الأطباء والباحثين ينقضون ويؤكدون خطأ هذا الكلام، فالبول منجم من المعلومات عن صحة الإنسان لا يستغنى عنه في المستشفيات ومعامل الأبحاث المتخصصة
باحثون في جامعة البيرتا اعلنوا في الخامس من سبتمبر هذا العام بأنهم استطاعو تحديد التركيب الكيميائي الكامل لبول الإنسان
الدراسة التي استغرقت اكثر من سبع سنين و شارك فيها فريق مكون من 20 باحث، كشفت عن اكثر من 3000 مادة كيميائية يستطاع اكتشافها في البول
النتائج من المتوقع ان تؤثر بشكل كبير على الطب، التغذيه، الدواء والاختبارات البيئية
أشار دايفد وايشارت، كبير العلماء في المشروع “البول هو سائل بيولوجي معقد بشكل مثير. نحن لم نملك اي فكرة بأنه قد يكون هناك مركبات مختلفة كثيرة جداً تذهب إلى مراحيضنا”
:فريق وايشارت البحثي استخدم احدث تقنيات التحاليل الكيميائي تتضمن
التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي النووي (nuclear magnetic resonance spectroscopy)
الفصل اللوني الغازي (gas chromatography)
الفصل اللوني للسوائل (liquid chromatography)
ومطياف الكتله (mass spectrometry)
لتحديد وقياس مئات المركبات من مجموعة واسعة من عينات البول البشري بشكل ممنهج
وللمساعدة في استكمال نتائجهم التجريبية، استخدموا ايضا تقنيات التنقيب عن البيانات التي تعتمد على الكمبيوتر للبحث خلال اكثر من 100 عام من المؤلفات المنشورة العلميه عن البول البشري. هذا الجرد الكيميائي – الذي يتضمن اسماء مواد كيميائية، مرادفات، اوصاف، هياكل، والارتباطات المرضية لمئات المركبات البولية – حفظ في قاعدة بيانات مجانية متاحة تدعى
(Urine Metabolome Database or UMDB)
هذه القاعدة هي مرجع عالمي لتسهيل التحاليل البولية السريرية والدوائية والبيئية، ويتم العناية بها عن طريق مركز الابتكار الأيضي، كندا
التركيب الكيميائي للبول هو مهم بشكل خاص لعلماء الطب، التغذية والبيئة لأنه يكشف عن معلومات اساسية ليس عن صحة الإنسان فقط، لكن ايضا عن ماذا اكلوا، ماذا يشربون، أي دواء يأخذون وأي نوع من الملوثات التي قد تعرضوا لها في بيئتهم. تحليل البول للأغراض الطبية يعود إلى اكثر من 3000 سنة. في الواقع، حتى اواخر 1800 ميلادية، تحليل البول بواسطة اللون، والمذاق، والرائحة كانت احدى الطرق الرئيسية المستخدمة من قبل الأطباء لتشخيص الامراض. حتى اليوم، ملايين الاختبارات الكيميائية للبول تستخدم كل يوم لتحديد الاضطرابات الأيضية الحديثة، تشخيص مرض السكري، مراقبة وظائف الكلى، تأكيد التهابات المثانة و كشف تعاطي المخدرات
يقول وايشارت”اغلب كتب الطب تكشف فقط عن 50 إلى 100 مركب كيميائي في البول، واكثر اختبارات البول السريرية الأكثر شيوعاً فقط تقيس 6 إلى 7 مركبات” ويستكمل ” توسيع قائمة المركبات الكيميائية في البول وتطوير التقنية لكي نستطيع اكتشاف المئات من المركبات الكيميائية في البول في وقت واحد قد يغير قواعد اللعبة للفحوص الطبية”
يقول وايشارت أن هذه الدراسة هي مهمة بشكل خاص لأنها ستسمح لجيل جديد من الفحوص الطبية السريعة والرخيصة وغير مؤلمة وذلك بإستخدام البول بدلاً من الدم او الخزعات النسيجية. بشكل دقيق، أشار إلى ان الأختبارات التشخيصية المبنية على البول لسرطان القولون والبروستات، امراض الاضطرابات الهضمية، التهاب القولون التقرحي، الألتهاب الرئوي ورفض زراعة الاعضاء قد تم تطويرها او سوف تدخل السوق، يرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى هذه الدراسة
دراسة البول البشري هي جزء من دراسات قام بها باحثون في جامعة البيرتا تهدف إلى توصيف منهجي للتركيبة البشرية ككل. في عام 2008 نفس الفريق وصف التركيب الكيميائي للسائل الشوكي للإنسان وفي عام 2011 حددوا التركيبه الكيميائية لدم الانسان
يقول وايشارت ” هذه بالتأكيد ليست الكلمة الأخيرة في التراكيب الكيميائية للبول” ويستكمل “كما أن تقنيات حديثة قد طورت وادوات اكثر حساسية قد انتجت، انا متأكد ان مئات المركبات البولية سيتم الكشف عنها. في الواقع، مركبات جديدة تضاف إلى قاعدة البيانات تقريبا كل يوم”
“في حين مشروع الجينوم البشري مستمر في أسر انتباه العالم، انا مؤمن بأن هذه الدراسات في تراكيب الانسان هي بالفعل لديها اثر فوري وفعال على صحة الانسان”