في أحيان متعددة يقول مستكشفوا الكهوف أنهم يستطيعون رؤية أيديهم تتحرك في الظلام، ودراسة جديدة تشير إلى أن هؤلاء الأشخاص لا يهلوسونالدارسة تجد دليلا قوياً على أن الدماغ أحيانا يخلق “صور” بصرية دون تدخل الأعين
البحث الجديد يستند في أساسه على تجربة باستطاعة الجميع أداؤها، فكل ما عليك أن تفعل لتجري هذه التجربة هو: إيجاد مكان مظلم في البداية بوضع عصابة على عينيك أو زيارة أقرب كهف مظلم، ثم لوح بيديك أمام وجهك. هل رأيتهما ؟
كثيرون ستكون إجابتهم “نعم” بحسب البحث الجديد. تحريك اليد يطلق أنشطة للخلايا في مناطق من الدماغ تشترك في التحكم في حركة اليد. في إمكان الدماغ أن يترجم حركة اليد إلى مشهد مرئي حتى في أكثر الأماكن ظلمةً. في الحقيقة لا يهم إذا كانت عيني الإنسان لم تشاهد حركة اليدين، فالدماغ يعوض انعدام الضوء و”يرى” اليدان لأنه يعلم تماما كيف سوف تكون حركة الجسم. وأما الرؤية البصرية فهي ناتجة عن توقع الدماغ للصورة البصرية للعضو البشري.
قام فريق الدراسة بتجربة على 129 متطوع. تم تغطية أعينهم بعصابة وتم منع دخول أي ضوء إلى عيونهم. قبل أول تجربة قال أحد الباحثين للمتطوعين أن بعض الضوء قد يدخل لعيونهم (لكن لم يحدث ذلك). وقبل تجربة أخرى حذر العلماء المتطوعين أنهم لن يروا شيئاً.
ما سمعه المتطوعون لم يؤثر في نتيجة الدراسة، أدعى حوالي نصف المجموعة أنهم شاهدوا حركة من خلف العصابة، اثنان فقط قالوا أنهم رأوا حدود أياديهم المتحركة. عدد قليل قالوا بأنهم رأوا حركة يدي الباحثين حين لوحوا بها أمامهم.
اتصال الرؤية الحركية كان قوياً جداً عند تسع أشخاص. كلهم قالو بأن لديهم حالة “سينيثسيزيا” أو “الحس المرافق”، وهي تحدث عندما تندمج حاستين أو أكثر. بين التسعة، كلهم قالو أنهم رأوا أرقاماً وأحرفاً مرتبطة بألوان محددة.
حوالي نصف المتطوعين لم يروا شيئاً. دماغهم قد لا يكون لديه نفس الروابط القوية بين الأجهزة المسؤولة عن الحركة والرؤية.
في العادة عندما يشاهد الإنسان جسماً يتحرك، فستقوم أعينه بتتبع هذا الجسم المتحرك بشكل سلس. لذا وفي تجربة جديدة، قام العلماء ومن خلال أجهزة محوسبة برصد أعين المتطوعين وهي محاطة بالعصابة. والأشخاص الذين قالو أنهم رأوا يد تتحرك أمامهم في الظلام الدامس، قد كانت أعينهم تتحرك بسلاسة
حركة العين هذه تشير إلى أن الدماغ جعل العين تصدق أنها تتبع جسم متحرك. لو تخيل المتطوعون أيديهم تتحرك فقط (دون تحريكها) لن تستجيب عيونهم بهذه الطريقة.
على الجانب الآخر، لا يوافق كل العلماء على ما سبق.
دايفيد برانق -عالم نفسي من جامعة نورثويسترين- يرجح احتمال آخر. فبعض الأبحاث حسب قوله ترجح أن العين تتحرك بسلاسة حتى عندما يتخيل الإنسان ذلك فقط. إذا كان ذلك صحيحا، تكون القدرة على “الرؤية” بدون ضوء تعتمد على قدرة الإنسان على تصور الصور بطريقة واضحة. وليس على قوة الاتصال بين أجزاء الرؤية والحركة في الدماغ