بإمكان البراز علاج بعض الأمراض، وفقاً لدراسة نُشرت في النسخة الالكترونية من مجلة “الأمراض المعدية السريرية” في إصدارها الأخير بتاريخ ٢٤ أبريل، حيث أن هناك أدلة دامغة تشير إلى أن عمليات زرع البراز المجمد تقوم بعلاج الإصابة بالعدوى البكترية “كلوستريدوم ديفيسيل” بنجاح. وقام العلماء الذين عملوا على هذا المشروع البحثي بشرح كيف تقوم بكتريا كلوستريدوم ديفيسيل بالتسبب في الإسهال المتكرر للناس المصابين في دراستهم
ويقال أن هذه البكتيريا تسببت بتنويم 250 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها داخل المستشفيات بشكل سنوي. ويقول المتخصصون ان عدوى كلوستريديوم ديفيسيل هي المسؤولة عن حوالي 14 ألف حالة وفاة موثقة في أمريكا سنويا
وعلى الرغم نجاح المضادات الحيوية في علاج بعض من حالات هذا المرض، فإن حوالي ٣٠٪ من الحالات تعود الأعراض المرتبطة بعدوى كلوستريديوم ديفيسيل بالظهور. بالإضافة إلى أن الاستخدام الطويل الأمد للمضادات الحيوية يمكن أن يقتل الميكروبات المعوية العادية المفيدة
وقد أظهرت الدراسات البحثية السابقة في كلا من البشر والحيوانات، أن لعملية زرع البراز المعروفة علميا بـ”عملية زرع الميكروبات البرازية” معدل نجاح حوالي ٩٠٪ لعلاج التهابات متكررة من البكتريا المذكورة
وتوضح كبيرة المؤلفين للمقال اليزابيث هوهمان: “قد يعاني المصابون بعدوى كلوستريديوم ديفيسيل من الإسهال المزمن وبحاجة إلى العيش على العلاج بالمضادات الحيوية بشكل دائم بدون خيار العلاج هذا، الأمر الذي قد يكون مكلفاً أو قد يصاحب أعراض جانبية أخرى”ـ
وفقاً للموقع الإخباري “يوريكا أليرت”: يُعتقد أن مثل هذه الزراعات قادرة على علاج عدوى كلوستريديوم ديفيسيل من خلال مساعدة الميكروبات المعوية على استعادة توازنها الطبيعي. لكن المشكلة تكمن في العثور على متبرع مطابق، ما يسبب مضيعة للوقت وزيادة التكلفة، مما يجعل هذا الإجراء غير متاح على نطاق واسع. ولحل هذه المشكلة، قام المتخصصون في مستشفى ماساتشوستس العام بسلسلة من التجارب تهدف إلى اختبار مدى امكانية استخدام البراز المجمد عند القيام بعملية زرع
وقد بدأ الباحثون بجمع عينات البراز من عدة متبرعين أصحاء، الذين قد طلب منهم في وقت سابق أن لا يتناولوا المواد المسببة للحساسية مثل المكسرات والبيض قبل التبرع. ثم تم تجميد العينات بعد تصفيتها وتخفيفها وفحصها
وبعد الإبقاء على العينة في الثلاجة لمدة ٤ اسابيع، قاموا بإذابتها وأعطائها لـ٢٠ مريض منوم في المستشفى بسبب عدوى كلوستريديوم ديفيسيل، أو بسبب فشل الأطباء في علاجهم باستخدام المضادات الحيوية. ١٠ من هؤلاء المرضى تلقى الزرع من خلال منظار القولون، بينما الـ١٠ الآخرين عن طريق أنبوب المعدة
وبعد ادخال جرعة واحدة من الدواء تم معالجة ١٤ من الاشخاص المشاركين في هذا المشروع البحثي. وتمت معالجة ٤ من الـ٥ الباقون بعد إعطائهم الجرعة الثانية كما يقول المختصون في مستشفى ماساتشوستس العام، وقد اعتذر شخص مشارك في الدراسة عن الاستمرار
وعلقت الأخصائية اليزابيث هوهمان على نتائج هذه التجارب قائلة “ لقد كان من المرضي جداَ مساعدة هؤلاء المرضى، فالبعض منهم كان مريضاً لمدة عامٍ أو اثنين. وأخبرونا بأن حياتهم تغيرت وبأنها عادت إلى وضعها الطبيعي”ـ
وعلقت مضيفةً “ليست هناك أشياء كثيرة في الطب لديها نسبة نجاح أكثر من ٩٠ في المئة. شركات التأمين قد لا ترغب في أن تدفع لهذا العلاج بالرغم من فعاليته العالية. هذا العلاج يجعل المرضى أفضل بسرعة كبيرة ويوفر الكثير من الأموال. قد لا يكون أبداً خيارنا الأول للعلاج، لكننا بدأنا النظر في استخدام هذه الطريقة بشكل أكثر”ـ
ويأمل الباحثون أنه بفضل عملهم ستكون طريقة علاج عدوى كلوستريديوم ديفيسيل هذه يوماً ما متاحة على نطاق أوسع