الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأعمال التجارية

هذا المقال يأتيكم برعاية المعرض السعودي للذكاء الإصطناعي والحوسبة السحابية.
كتابة وتحرير فريق السعودي العلمي.

يسعى القطاع الصناعي دوماً نحو تحسين جودة منتجاته وخدماته. حيث تتجه جميع الصناعات تقريباً إلى تحويل نماذج أعمالها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي. وتقع مسؤولية قيادة هذا التأثير التحويلي على أقسام الإدارة والتنفيذ والتخطيط المستقبلي للمؤسسات.

هل سيحتل الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
كثيراً ما ترتبط التقنيات الحديثة بتصاعد المخاوف من استيلائها على الكثير من الوظائف، وتأتي أبرز تلك المخاوف مع تصاعد تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة بشكلٍ عام. إلا أن هذه التقنيات نفسها تخلقُ الكثير من الوظائف من نوعٍ آخر. فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي الكثير من العمل الرقمي، لكن أداءه يعتمد اعتماداً كبيراً على البشر، وعلى البيانات التي يجهزها البشر.

ينخرط اليوم ملايين الأشخاص في العمل الحر وتقديم خدماتهم عن بُعد عبر أسواق الإنترنت المختلفة. وتتنوع هذه الأعمال ما بين تصميم مواقع الويب، تصميم الإعلانات، برمجة تطبيقات الهواتف الذكية، وحتى كتابة المذكرات القانونية. ونجد اليوم عشرات المنصّات التي تُوفّر فرص العمل الجزئي والعمل الحر. ومنها منصة “ميكانيكال ترك” التابعة لأمازون، وهي تمثل سوقاً للأعمال التي تتطلب ذكاءً بشرياً، حيث تُمكّن الشركات من الوصول برمجياً إلى قوى عاملة متنوعة لبناء الذكاء البشري مباشرةً في تطبيقاتهم. فعلى الرغم من تقدم التقنية المستمر إلا أن هناك الكثير من المهام التي يؤديها البشر بفاعليةٍ أكبر، مثل الأداء الصوتي أو البحث في تفاصيل البيانات.

تلجأ الشركات التقنية الكبرى إلى الاستعانة بآلاف الأشخاص للإشراف على خدمات الشركة وجودتها، فلدى شركة جوجل ما يقرب من 10 آلاف موظف من مقيّمي الخدمة يعملون على اختبار الخدمات الجديدة. كما أن لدى مايكروسوفت نظاماً يُسمّى نظام الملاءمة البشرية العالمي، وهو يتعامل مع ملايين المهام الصغيرة مثل التحقق من نتائج خوارزميات البحث. ويتوقع الخبراء ظهور شركاتٍ مؤقتة تُعيّن موظفيها وتُهيئهم عبر الإنترنت بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

دور الذكاء الاصطناعي في الابتكار وريادة الأعمال
تتوقع دراسةٌ حديثةٌ لشركة بي دبليو سي أن تصل مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي إلى 15.7 تريليون دولار، وأن يضخ حوالي 320 مليار دولار في اقتصادات دول الشرق الأوسط بحلول عام 2030مـ. وتُرجح الدراسة أن تأتي 6.6 تريليون دولار من زيادة الإنتاجية، بينما تأتي 9.1 من الفوائد للمستهلكين. وحيث أن الشركات الناشئة تمثل النسبة الكبرى من اقتصادات الدول، فيما يلي نماذجٌ من الشركات الناشئة التي تبنّت فعلياً تقنيات الذكاء الاصطناعي للدخول إلى عالم الأعمال:

  • أفيكتيفا: شركةُ برمجياتٍ تهدف إلى جلب الذكاء العاطفي إلى العالم الرقمي من خلال استشعار وتحليل تعبيرات الوجه والعاطفة. وأصبحت تقنية التعرف على العواطف لجمع التحليلات العاطفية للمستهلكين تُستخدم اليوم من قِبل أكثر من 1400 علامةٍ تجارية.
  • بابيلون  Babylon: تطبيقٌ للهواتف الذكية يُستخدم لتقديم الاستشارات الطبية استناداً على التاريخ الطبي للمستخدم والمعرفة الطبية الشائعة. ويستخدم التطبيق أداة التعرف على الكلام لمعالجة تبليغ المرضى عن أعراضهم، ثم مقارنته بقاعدة بياناتٍ للأمراض والتوصية بالإجراءات المناسبة.
  • لوسيديا: منصة سعودية لتحليل المحتوى العربي. تُوظف المنصة تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لتحليل المحتوى واستخلاص الرؤى الهامة منه، مثل اهتمامات الجمهور، تحليل المشاعر، تحليل شخصيات العملاء ولهجاتهم، معرفة أوقات الذروة، وتوفير الإحصاءات والتقارير الفورية.  
  • فرناس إيرو: شركة سعودية ناشئة تستخدم الطائرات دون طيّار في فحص المناطق الصناعية ونحوها. وتدمج طائراتها بين المستشعرات الذكية للرصد وخوارزميات المعالجة لتحليل البيانات التي تجمعها الطائرة وتوفير خدمة التنبيه الفوري للمعنيين.

هذه أمثلةٌ بسيطةٌ من عشرات الحلول التي يقدمها الذكاء الاصطناعي. وسيكون من الممكن توفير المزيد من الحلول التي ترفع من إمكانات التشغيل والقوى العاملة الرقمية عبر تشجيع الابتكار. وتتجّه الشركات التقنيّة الرائدة لإنشاء شراكاتٍ مجتمعيةٍ في مجال الذكاء الاصطناعي، ورفع وعي الجمهور به، وتوفير منصاتٍ مفتوحةٍ للنقاش لتبادل الأفكار التي يُستثمر فيها الذكاء الاصطناعي لأغراضٍ مفيدةٍ للمجتمع. كما تساهم الموارد التعليمية عبر الإنترنت بشكلٍ كبيرٍ إلى جانب الجامعات في سدّ الفجوة بين الحاجة إلى المزيد من علماء البيانات، خبراء تعلم الآلة، والقوى العاملة التي تتمتع بمهارات الذكاء الاصطناعي. ويتجاوز ما تقدمه المنصات التعليمية مجرد التعريف بالمفاهيم الأساسية، إلى تدريب موظفي الشركات، وحتى اكتشاف المواهب الفذّة المتحمسة لإنشاء أنظمةٍ ذكيةٍ بمستوىً صناعي.

إنّ تحديد المشاكل التي يمكن للذكاء الاصطناعي حلها يُشكّل اليوم أولويةً لدى العاملين في المجال التقني، إذ يتركز العمل في استخدام قدراته الفريدة لتحسين عالمنا وتوظيفه في المجالات التي يعود عليها بالفائدة، بدلاً من اقتصار السعي للوصول إلى ذكاءٍ يُماثل دماغ البشر تماماً. وتتوجه الشركات اليوم إلى توفير بنيةٍ أساسيةٍ قويةٍ من خلال تعلم الآلة عبر الخدمات السحابية بحيث يمكن شراء أو استئجار الخوارزميات وأجهزة الذكاء الاصطناعي حسب الحاجة. ويوحي التنافس بين هذه الشركات بأن المجال سيشهد المزيد من القدرات المتاحة بأسعارٍ منافسةٍ مع مرور الوقت.

المصادر:

HBR
Forbes , 2
Novatio
Theverge
Economist
PwC

هذا المقال هو جزءٌ من حملة التعريف بتقنية الذكاء الإصطناعي من سلسلة الثورة الصناعية الرابعة، ويأتيكم بشراكةٍ إعلاميةٍ مع المعرض السعودي للذكاء الإصطناعي والحوسبة السحابية، والمقام في مدينة الرياض ما بين 3-5 أكتوبر. ولمعرفة المزيد عن المعرض والتسجيل لحضوره تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني للمؤتمر.

السعودي العلمي

Comments are closed.