هذا المقال برعاية المعرض والمؤتمر السعودي الدولي الثالث لإنترنت الأشياء .
كتابة وتحرير: فريق السعودي العلمي.
تخيل أن تستيقظ على صوت منبهك ذات صباحٍ، ليُرسل هاتفك رسالةً إلى جهاز القهوة بالمطبخ لتبدأ في تحضير قهوتك الصباحية، وبعد أن تتناول إفطارك ستركب سيارتك متجهاً إلى عملك، فتقترح لك السيارة الطريق الأنسب وتذكرك بمواعيدك خلال اليوم، وتنبهك بالأغراض التي شارفت على النفاذ من ثلاجتك لتأخذها بالحسبان أثناء مرورك بمتجر الحي لشرائها، أو ربما لن تحتاج حتى لشرائها في حال أعادت الثلاجة طلبها تلقائياً من متجرك المفضل ليقوم بتوصليها إلى باب منزلك، وإذا كنت في طريقك إلى اجتماعٍ وكانت الطريق مزدحمةً سترسل سيارتك الذكية رسالةً إلى الأطراف الأخرى لإخبارهم بأنك ستتأخر عن موعدك. إن هذه صورةٌ مبسطةٌ لما قد يبدو عليه العيش في عالم إنترنت الأشياء، حيثُ يكون كل شيءٍ فيهِ متصلٌ.
يُمكننا أن نقول بأن تطبيقات إنترنت الأشياء عالمٌ لا حدود له، خاصةً مع ازدياد أعداد الأجهزة التي يُمكن تحويلها إلى أجهزة إنترنت الأشياء، مما يفتح الباب لابتكار استخداماتٍ جديدةٍ في مختلف القطاعات تصب جميعها لصالح التحول الرقمي وتحسين جودة الأعمال والحياة بشكلٍ عام.
المنزل الذكي
يُرجح
أن يكون المنزل الذكي التطبيق الأكثر شيوعاً لإنترنت
الأشياء في
الوقت الحالي، وذلك بفضل مئات المنتجات المتاحة في الأسواق والتي يستطيع
المستهلكين التحكم فيها لجعل حياتهم أكثر اتصالاً. ومثالٌ على ذلك المساعد الصوتي
الذي يتحدث إليه المستخدمون لأداء مجموعةٍ متنوعةٍ من الوظائف، مثل تشغيل الموسيقى،
طلب تقريرٍ عن الطقس، الحصول على نتائج آخر مباراةٍ رياضيةٍ، وطلب سيارة أجرة.
يمتاز المنزل الذكي بإدارته الجيدة للطاقة وترشيد استهلاكها، حيث يُمكن إدارة الأجهزة الكهربائية تلقائياً من خلال المستشعرات المُدمجة، بحيث تُغلق الإضاءة وأجهزة التكييف عند عدم تواجد السكان بالمنزل، والتحكم بدرجات الحرارة داخل المنزل تبعاً لطقس اليوم وعدد الموجودين فيه. كما يُمكن التحكم بإغلاق الأبواب وفتحها من خلال الكاميرات وتقنيات التعرف على الوجه. ويكون المنزل الذكي متصلاً بحيث يُمكنك التحكم به عن بُعد من خلال هاتفك المحمول، كتشغيل أجهزة التكييف أو التدفئة قبل وصولك للمنزل لتكون أجواءه ملائمةً لك حين تصل.
إنترنت الأشياء
الطبي
تمتاز
تقنية إنترنت الأشياء بقدرتها على جمع البيانات ومعالجتها فورياً، وهذا ما يجعلها
مثاليةً لتطبيقات الرعاية الصحية، كالأجهزة القابلة للارتداء وغيرها من الأجهزة
الطبية المُتصلة التي تراقب ممارسة الرياضة والنوم والسعرات الحرارية والعادات
الصحية الأخرى. وتعمل أجهزة اللياقة البدنية والساعات الذكية على متابعة أداء
مرتديها وإرسال رسائل نصية تساعدهم في اتباع نظامٍ غذائي ورياضي أكثر توافقاً مع
أسلوب حياتهم، كما يُمكن للأجهزة القابلة للارتداء مراقبة العلامات الحيوية مثل
ضغط الدم ونبضات القلب لدى بعض المرضى، وتمكين الأطباء من متابعة حالة مرضاهم عن
بُعد وتفادي المخاطر المحتملة. كما تُمكّن بيانات إنترنت الأشياء التي تُجمع من
الأجهزة الشخصية القابلة للارتداء من التشخيص الدقيق ورفع مستوى خطط العلاج،
وتحسين سلامة المرضى، وتخصيص خدمات الرعاية الصحية المقدمة لهم.
السيارات
المتصلة
تُزوّد
السيارات المتصلة بإمكانية الوصول إلى الإنترنت، ويمكنها مشاركة ذلك الوصول مع
الآخرين، مثل الاتصال بشبكةٍ لاسلكيةٍ في المنزل أو المكتب أو مع السيارات الأخرى.
وتستطيع السيارة استخدام البيانات فورياً عند ربط السيارات المتصلة بإنترنت
الأشياء، وتُربط كل سيارةٍ في الطريق بالسيارة المُجاورة، مما سيساعد في معرفة
الموقع الدقيق وسرعة السيارات الأخرى في طريقها.
لو دمجنا الذكاء الاصطناعي بالسيارات المتصلة، لن يكون هناك حاجة لسائقٍ لقيادة السيارة، حيث ستصبح السيارة ذاتية القيادة ومؤتمتةً بالكامل، وستعمل بمساعدة أجهزة الاستشعار التي تقوم بنقل واستقبال البيانات بشكلٍ مستمرٍ بفضل تزويدها بالإنترنت ونظام الملاحة العالمي وبرمجيات تعلم الآلة. يمكن لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي من خلال السيارات المتصلة وذاتية القيادة تقليل الزحام المروري وتقليل تأثير السيارة على البيئة، وكذلك إنقاذ الأرواح. ففي حال تعرض شخص لحادثٍ على الطريق فستقوم السيارة بإرسال معلوماته وموقعه إلى أقرب مستشفى لتصله المساعدة الطبية في أسرع وقتٍ ممكن.
قطاع التجزئة
يجمع
تجار التجزئة بيانات إنترنت الأشياء من القنوات الرقمية داخل المتجر، ويستعينون
بالذكاء الاصطناعي لتحليل تلك البيانات واستخلاص الأنماط ولفهم سلوك المستهلكين
وتفضيلاتهم، وتُستخدم رقائق التعرف بترددات الراديو لتتبع المخزون غالباً، أنظمة الهواتف الخلوية، شبكات الواي
فاي،
والأرفف الذكية في أنظمة إنترنت الأشياء الخاصة بقطاع التجزئة.
يُمكن تحليل حركة الزوّار في مراكز التسوق عبر العديد من متاجر التجزئة لفهم رحلة المُتسوق بأكملها، وتوقع احتياجهم للمساعدة وتوجيه موظفي خدمة العملاء لخدمتهم، أو الاستفادة من هذه المعلومات في تحسين تخطيط المتجر، وتحديد الوقت المناسب لتحفيز المُتسوق للشراء، وتخصيص تجربة المتسوقين لتفعيل التسويق الرقمي داخل المتجر أو إرسال الإعلانات عبر أجهزتهم المحمولة. ومع النمو السريع للتسوق عبر الإنترنت، يحرص تجار التجزئة على إدخال تجربة العملاء في التسوق عبر الإنترنت إلى المتجر، بهدف صياغة تجربتهم وجمع البيانات التفصيلية للتنبؤ بالكيفية التي سيتسوق بها العملاء.
يجب على تجار التجزئة التركيز على تطبيقات إنترنت الأشياء التي تخدم العملاء بشكلٍ أفضل وتخلق القيمة، حيث سيصبح التميز في قطاع التجزئة حليفاً لأولئك القادرين على فهم بيانات إنترنت الأشياء والعمل عليها وتحليلها.
إنترنت الأشياء الصناعي
إنترنت الأشياء الصناعي هو توظيفٌ لتقنية إنترنت الأشياء في قطاع التصنيع، بحيث يربط إنترنت الأشياء جميع مراحل عملية التصنيع بإنترنت الأشياء الصناعية، بدءًا من سلسلة التوريد إلى تسليم البضائع. وإن ربط جميع هذه العمليات ببعضها يعني أنه سيكون لدينا سجلٌ متكاملٌ من البيانات لكامل العملية الإنتاجية، بما فيها المعالجة وحتى جهوزية المنتج، وبالتالي يُمكن تحليل هذه البيانات الضخمة ودمجها مع مستشعرات إنترنت الأشياء لرفع كفاءة التصنيع، حيث يُمكن من خلالها استكشاف العيوب والأعطال ومنع حدوثها، تحسين أداء المعدات، تقليل تكاليف الضمان، زيادة عائد الإنتاج، وتعزز تجربة العميل.
تُمكّن تقنية إنترنت الأشياء المصانع اليوم من رفع الكفاءة التشغيلية وتحسين الإنتاج، كما أن لإنترنت الأشياء دوراً في تحسين النقل اللوجيستي للبضائع وجعله أكبر كفاءةً وموثوقيةً من خلال تحسين جودة الخدمة وتقليل وقت التوقف عن العمل وزيادة رضا العملاء، بالإضافة إلى تعزيز السلامة وخفض التكاليف عن طريق إدارة وتتبع ومراقبة المركبات المتصلة والشحن وغيرها من الأصول المحمولة فورياً.
المدن
الذكية
يستطيع
إنترنت الأشياء تحويل مُدنٍ بأكملها إلى مكانٍ أفضل للعيش، وذلك من خلال توفير الاتصالات
والبيانات لحل مشكلات التي تواجه المواطنين داخل المدينة. فمن خلال تقنيات إنترنت
الأشياء يُمكن تقليل الضوضاء، تخفيف الازدحام المروري، والحد من التلوث، حيث تعمل
المدن الذكية من خلال بنيةٍ تحتيةٍ متكاملةٍ وقويةٍ تدعم جميع الاتصالات المُمكنة
بين مكونات المدينة الحيوية وسكانها، وتستطيع استيعاب البيانات المتدفقة من جميع
الكيانات للاستفادة منها في رفع جودة الحياة بالمدينة.
لأن الطاقة عنصرٌ أساسي في الحياة عموماً، والطاقة النظيفة بشكلٍ خاصٍ في المدن الذكية، تلعب أجهزة إنترنت الأشياء دوراً هاماً في تفعيل الطاقة الذكية من خلال مشاركة المعلومات فورياً لتوزيع الطاقة لإدارتها بشكلٍ أفضل وأكثر كفاءة. وتشمل الطاقة الذكية عدة تقنياتٍ كالعدادات الذكية، الأجهزة المنزلية الذكية، موارد الطاقة المتجددة، الشبكة الكهربائية الذكية، والموارد المُوّفرة للطاقة. وتركز المؤسسات في صناعة الطاقة والمرافق الذكية على توزيع الكهرباء، التحكم في الإنتاج، وتكييف الاستهلاك لنشر أنظمة الطاقة الذكية. وهنا يساعد دمج إنترنت الأشياء مع كل هذه الجوانب على تقليل تكاليف تطوير الشبكات التجريبية واختبارها ونشرها في شبكات الطاقة النهائية.
هذا المقال هو جزءٌ من حملة التعريف بتقنية إنترنت الأشياء من سلسلة الثورة الصناعية الرابعة، ويأتيكم بشراكةٍ إعلاميةٍ مع المعرض والمؤتمر السعودي الدولي الثالث لإنترنت الأشياء، والمقام في مدينة الرياض ما بين 8-10 مارس. ولمعرفة المزيد عن المؤتمر والتسجيل لحضوره تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني للمؤتمر.
المصطلحات:
التعرف بترددات الراديو: RFID
الشبكة الذكية: Smart Grid
إنترنت الأشياء الصناعي (IIoT)
المصادر:
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021