كتابة: جيسيكا همزلو.
ترجمة: مروة القاضي.
مراجعة: سحاب أحمد الذايدي.
هل يمكنك أن تصاب بعدوى مرض ألزهايمر؟ فهناك مخاوف متزايدةٍ من إمكانية انتشار المرض من خلال نقل الدم والمعدات الجراحية، ولكن العثور على أيّ دليلٍ لحدوث ذلك صعبٌ جداً. إلا أن دراسةٌ وجدت الآن أن بإمكان بروتين ألزهايمر أن ينتشر بين الفئران التي تتشارك إمدادات الدم، مما يسبب اضمحلال الدماغ.
إننا نعلم بالفعل أن الطي الخاطئ للبروتينات في أمراض البرايونات (وهي جزيئاتٌ بروتينيةٌ تسبب العدوى) مثل مرض كرويتسفيلد – جاكوب يمكن أن يؤدي إلى انتشار الأمراض الدماغية، كما يمكن أن ينتشر مرض كرويتسفيلد – جاكوب بأنواعه من خلال منتجات اللحوم على سبيل المثال، أو عبر نقل الدم من المصاب بما يُسمى بالبرايونات.
يتضمن مرض ألزهايمر بروتيناً مطوياً بشكلٍ خاطئ كمرض كرويتسفيلد – جاكوب، ويُدعى هذا البروتين بأميلويد – بيتا، وتتجمع لويحات هذا البروتين في أدمغة المُصابين بالمرض، إلا أننا لا زلنا نجهل ما إذا كانت اللويحات تسبب الحالة ذاتها أم إذا كانت مجرد عرضاً فقط. وكانت هناك أدلةٌ على أن أميلويد – بيتا قد ينتشر كالبرايونات، حيث عُولِج العديد من الأشخاص الذين عانوا من اضطراب النمو قبل حوالي 50 عاماً بهرمون نموٍ مأخوذٍ من الجثث، وظهر مرض كرويتسفيلد – جاكوب في متلقي الهرمون، حيث تبيّن لاحقاً أن تلك الجثث كانت حاملةً لتلك البرايونات، ولكن تبين لاحقاً بعد عقودٍ وأثناء فحص الجثث بعد الوفاة أن بعض هؤلاء الأشخاص طوروا لُويحات ألزهايمر أيضاً، على الرغم من أن أعمارهم تراوحت بين 51 أو أقل حينها.
لويحات البروتين
أشار الفريق القائم وراء هذا العمل إلى احتمالية تشكيل الإجراءات الطبية أو الجراحية خطراً، إذ وجدت دراسةٌ أنه عند جمع فأرٍ سليمٍ مع آخرٍ مُصابٍ بلُويحات ألزهايمر، سيُطوّر الفأر السليم لويحات أميلويد – بيتا في دماغه، وأن أنسجتهما الدماغية تبدأ بالموت عند تشكّل اللويحات في دماغ الفأر السليم بهذه الطريقة. ويشير ذلك إلى أن ألزهايمر يمكن أن ينتشر واقعاً عن طريق أميلويد- بيتا في الدم، ويقول قائد الدراسة من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر وهو ويهونغ سونغ: “يمكن للبروتين أن يدخل الدماغ عن طريق الفأر المتصل وأن يسبب انتكاساً عصبياً”.
أجرى فريق سونغ دراستهم على الفئران بالمورث الذي ينتج الأميلويد – بيتا البشري، لأن الفئران لا تُطوَّر ألزهايمر طبيعياً، فمَكّن هذا المورث الفئران من تَطوير لويحاتٍ دماغيةٍ مماثلةٍ للويحات البشرية، وأظهرت النمط ذاته من التنكس العصبي.
المرض المُستحث
قام الفريق بربط الفئران جراحياً بطريقةٍ جعلتها تتشارك نظام الدم، حيث رُبطت الفئران التي طوَّرَت حالةً مماثلةً لألزهايمر بفئرانٍ سليمةٍ لا تحمل مورث أميلويد – بيتا. فبدأت الفئران السليمة بتجميع الأميلويد – بيتا في أدمغتها، ومن ثم أظهرت الفئران في غضون أربعة أشهرٍ أنماطاً متغيرةً من النشاط في مناطق الدماغ الخاصة بالتعلم والذاكرة. ويقول سونغ أنها المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف دخول أميلويد -بيتا لدم ودماغ فأرٍ آخرٍ مسبباً له أعراض مرض ألزهايمر.
يقول غوستاف إدغرين من معهد كارولنسكا في ستوكهولم السويدية: “إنهم يُظهرون بشكل مُقنع إلى حدٍ ما أنه من الممكن حث اللويحات في الفئران من خلال ربط الدورة الدموية فقط، وذلك يعزز فكرة أن أميلويد بيتا مُعديةً بطريقةٍ ما، فقد تكون برايون في الواقع أو تعمل مثلها”.
تتعارض نتائج هذه الدراسة مع دراسةٍ أُجراها إدغرين وزملاؤه في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، والتي تعقبت 2.1 مليون متلقياً للدم في جميع أنحاء السويد والدنمارك، فوجد الباحثون أن الأشخاص الذين تلقوا دماءً من أشخاصٍ مصابين بمرض ألزهايمر لم يتعرّضوا لخطرٍ أكبر من تطويرهم للمرض.
البروتين المُعدِي
يُشير إدغرين إلى أنه وبالرغم من حجم دراسته الكبير، إلا أن هنالك احتماليةٌ بأنها لم تستمر كفايةً لتجد دليلاً بأن بروتينات ألزهايمر قد تكون قابلةً للانتقال، ويقول: “لقد تابعنا المرضى لمدة 25 عاماً فقط”. ويضيف:” قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يتطور المرض، أو أن لم يكن هناك بياناتٌ كافيةٌ، فالكثير من الباحثين يخشون أنه بروتينٌ معديٌ”.
يقول فريق سونغ إنه من السابق لأوانه استخلاص النتائج من المخرجات التي توصلوا إليها، بينما يقول إدغرين إن خياطة الفئران معاً هي حالة لا تنطبق على الناس. ومن المركز الألماني لأمراض الانتكاسات العصبية في مدينة توبينغن، يرى ماثياس جوكر أن الدراسة لا تظهر أن مرض ألزهايمر هو مرضٌ قابلٌ للانتقال، وأن الفريق لم ينظر بعد في سلوك الفئران لمعرفة ما إذا كانت تظهر عليها علامات التراجع الإدراكي والتي تُعد خاصيةً لمرض ألزهايمر.
يعتقد سونغ أنه يجب على الباحثين والأطباء في هذه الأثناء إيلاء المزيد من الاهتمام لأميلويد – بيتا في الدم، والذي يمكن أن يُستخدَم لتشخيص المرض، فأحد أسباب صعوبة علاج مرض الزهايمر هو صعوبة تصميم أدويةٍ يمكنها عبور حاجز الدماغ الوقائي، ويُشير سونغ إلى أنه قد يكون من الأسهل استهداف البروتين في مجرى الدم، ما يمكن أن يكون له آثارٌ فعليةٌ على الدماغ.
المصدر (NewScientists)
المصطلحات
برايون prions
كرويتسفيلد – جاكوب Creutzfeldt-Jakob Disease (CJD)
أميلويد – بيتا beta-amyloid
ويهونغ سونغ Weihong Song
غوستاف إدغرين Gustaf Edgren
معهد كارولنسكا Karolinska Institut
توبينغنTübingen
ماثياس جوكر Mathias Jucker
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021