كتابة: بيك كريو.
ترجمة: نورة النزهة.
مراجعة: ريم عبد الله.
أشارت دراسةٌ جديدةٌ إلى أننا قللنا من تقدير كمية ارتفاع مستوى سطح البحر الذي حدث في نصف الكرة الأرضية الشماليّ خلال القرن العشرين، حيث وُجد أن السجلات التاريخية أخطأت بتقدير الزيادة بنسبةٍ تتراوح ما بين 5 إلى 28 في المئة في بعض المناطق.
ووجد الباحثون أن تقديرات مستوى البحر كانت ترتكز على بعض المناطق التي لا تدل على الزيادة في الكرة الأرضية ككلٍ، وذلك عبر تطبيق قياسات مستويات سطح البحر الأصلية على نموذجٍ مناخيٍّ جديدٍ، ولم نرى الصورة الحقيقية إلا الآن فقط.
يقول باحثون من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا وجامعة هاواي في مانوا أنه من المستبعد جداً الآن أن يكون ارتفاع متوسط مستوى سطح البحر العالمي أقل من 14 سنتيمتراتٍ (5.5 بوصة) خلال القرن العشرين، وأن الكمية المرجحة أقرب لسبع عشرة سنتيمتراً (6.7 بوصة).
يقول أحد الباحثين من جامعة هاواي في مانوا فيليب تومبسون: “لا يعني هذا أن هنالك خطأٌ ما في البيانات أو المعدات، ولكن مستوى سطح البحر لا يتغير في كل مكانٍ بنفس السرعة والوقت لأسبابٍ مختلفةٍ”. ويضيف: “اتضح في نهاية الأمر أن أفضل سجلاتنا التاريخية لقياس مستوى سطح البحر تميل عادةً لأن تكون موجودةً حيث يكون الارتفاع في مستوى سطح البحر في الماضي أقل من المتوسط العالميّ الفعليّ على الأرجح”.
وجد الفريق أن معظم القراءات الأصلية جاءت من 15 عدّادٍ نُصبت في مواقع مختلفةٍ عبر أمريكا الشمالية وأوروبا، إلا أنه تصادف بأن يكون في هذه الأماكن ارتفاع مستوى سطح البحر أبطأ من المتوسط العالميّ كما يبدو. ويرجع ذلك إلى أن مستوى سطح البحر يرتفع عادةً بشكلٍ أسرع في المناطق الأبعد عن مصدر ذوبان الجليد.
قد يبدو ذلك مخالفاً بديهياً قليلاً، ولكنه يعني أن مستوى البحر سيرتفع لديك لو كنت في الجانب الآخر من الكرة الأرضية من حيث يذوب كل الجليد، وذلك بوتيرةٍ أسرع مما لو كنت موجوداً مباشرةً بجانب ذوبان الجليد.
لذا إن وضعت أجهزتك للقياس في نصف الكرة الأرضية الشمالي حيث معدل ذوبان الجليد العالمي أسرع منه في نصف الكرة الجنوبيّ خلال القرن الماضي، ستكون قياساتك أقل مما لو وضعتها في أماكن أبعد عن ذوبان الجليد، كجنوب المحيط الهادئ والمناطق الاستوائية.
أوضح بوب بيروين لمنظمة أخبار داخل المناخ : “لقد قُلل من قدر ارتفاع مستوى البحر بسبب ذوبان الجليد في جرينلاند على سبيل المثال بنسبة 28%، بينما تم الاستخفاف من انخفاض مستوى البحر من ذوبان جبال الألب بنسبة 5%”.
كما فحص الباحثون أيضاً تأثيراً يُعرف ببصمات ذوبان الجليد التي تخلق أنماطاً عالميةً في تغيُّر مستوى سطح البحر، معتمدةً على عوامل كدوران الأرض وضغوط الجاذبية المحلية التي تحدث عندما تذوب كتلةٌ كبيرةٌ من الجليد إلى داخل المحيط.
في جوهر الأمر، إذا ملئت حوض استحمامٍ، سيرتفع الماء بنفس المعدل والارتفاع في كل زاويةٍ. إلا أن هذه ليست الطريقة التي تحدث في محيطات العالم، بسبب دوران الأرض وقوة الجاذبية. فإذا تتبعت بصمات ذوبان الجليد ستتمكن من اكتشاف ما يجري في الواقع.
يقول تومبسون: “هذا مهمٌ حقاً، لأن من الممكن أن يتسبب تأثير الرياح أو بصمة ذوبانٍ معينةٍ على الدوران المحيطيّ في المبالغة بتقدير ارتفاع مستوى البحر في الماضي”. ويضيف: “ولكن تشير هذه النتائج إلى أن ذلك غير مرجحٍ، كما تسمح لنا بتحديد الحد الأدنى لارتفاع مستوى سطح البحر العالمي الذي قد يكون حدث خلال القرن الماضي”.
لذلك، يبدو أننا في وضعٍ أسوء مما كنا نظن، ولكن الأخبار السارة هي أن المنهج العلمي سارٍ في قوةٍ كاملةٍ، ونعلم على الأقل بأن لدينا فكرةً أفضل عن حقيقة الوضع في محيطات العالم. ولقد نُشر البحث في دورية البحوث الجيوفيزيائية.
المصدر (Science alert)
بيك كريو (BEC CREW)
مختبر الدفع النفاث (Jet Propulsion Laboratory)
جامعة هاواي في مانوا (University of Hawai’i at Manoa)
فيليب تومبسون (Philip Thompson)
بوب بيروين ( Bob Berwyn)
منظمة داخل أخبار المناخ (InsideClimate News)
بصمة ذوبان الجليد ( ice melt fingerprints)
دورية البحوث الجيوفيزيائية (Geophysical Research Letters)
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021