ترجمة: فارس بوخمسين.
أعلنت ناسا عن احتمالية تواجد الحياة الفضائية في مجموعتنا الشمسية، حيث عُثر على كل الأشياء الضرورية لدعم الحياة على أحد الأقمار التي تدور حول زحل. ويحتوي إنسيلادوس على كل المواد الكيميائية التي تدل على الحياة عادةً عندما توجد على الأرض، مما يشير إلى احتمالية تواجد أشياءٍ حيةٍ تحت قشرته الجليدية.
أعتبر العلماء منذ فترةٍ طويلة أن إنسيلادوس كأحد المرشحين الأساسين للحياة في مجموعتنا الشمسية أو أي مكانٍ قريبٍ آخر، وذلك إلى حدٍ كبيرٍ بسبب جسمه الكوكبي والمحيط الذي يغطي كامل سطحه. ولكن البحث الجديد يعطي أفضل نظرةٍ للقمر حتى الآن، ليظهر أنه يمتلك طاقةً كيميائيةً قادرةً على دعم الحياة.
جاء الاكتشاف الجديد من مركبة كاسيني، والتي طارت عبر غيمةٍ كبيرةٍ من المياه التي قُذفت من سطح إنسيلادوس، حيث أخذت المركبة قراءاتٍ للمياه أثناء ذلك وأرسلتها إلى الأرض للمزيد من الدراسة.
ووجدت الدراسة أدلةً لهيدروجينٍ جزيئيٍ في نفثات وجسيمات البخار هذه، والتي أتت من القمر نفسه. ويدعي العلماء أنه من المعقول أن هذا الهيدروجين الجزيئي أتى فقط من التفاعلات الحرارية المائية بين الصخور الحارة والمياه تحت قشرة القمر الجليدية. وتوفر نفس هذه العملية الطاقة لكامل النظام البيئي الحي التي توجد حول الفتحات الحرارية المائية في الأرض.
يخدم هذا الهيدروجين بالخصوص كطعامٍ جيدٍ، وتستخدمه بعض أقدم أنواع الحياة على الأرض كوقودٍ. ويرجح أن نوع الحياة هذا الذي يعيش على إنسيلادوس يأكل الهيدروجين ويطلق الميثان، والذي وُجد أيضاً أنه يأتي من القمر.
وجد المزيد من البحث أن المواد التي طار عبرها كاسيني لم تحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من الهيدروجين الجزيئي فحسب، ولكن حتى ثاني أوكسيد الكربون. وهذان المكونان معاً هما مهمان لعمليةٍ تعرف بتصنيع الميثان، وهو تفاعلٌ يدعم دوام الميكروبات في البيئات المظلمة المشابهة تحت البحر في الأرض.
يعتقد العلماء أن هناك ثلاثة مكوناتٍ مهمةٍ للحياة على الكوكب: الماء، المركبات العضوية، ومصدرٍ للطاقة. ولقد تم رصد أول اثنين على إنسيلادوس سابقاً، ولكن الاكتشاف الجديد يعني أن كل المكونات الرئيسية متواجدةٌ هناك، بالإضافة إلى مصدرٍ للوقود للإبقاء على تلك الحياة حية.
قال باحث الأحياء الفلكية من جامعة ويستمنستر وهو لويس دارتنيل: ” نعلم الآن أن الأمر لا ينحصر على بيئةٍ رطبةٍ ودافئةٍ، بل ندرك الآن أن هناك طعاماً للحياة. هناك وقودٌ لنظامٍ بيئيٍ على إنسيلادوس”. ولم يتم رصد هذا النظام البيئي مباشرةً حتى الآن، إلا أن الاكتشافات الجديدة تشير إلى أن كل المكونات في مكانها لتزدهر.
قالت كايتريونا جاكمن من جامعة ساوثهامبتون: “هذا ما هو مهمٌ جداً هنا: الهيدروجين الجزيئي هو رصد مباشرٌ لعمليةٍ نشطةٍ يحتمل أن تكون قادرةً على دعم الحياة”. ووصف أحد العلماء الرواد هذا البحث الجديد بأنه “تقدمٌ مهمٌ في تقييم احتمالية السكن لإنسيلادوس”. وكتب أخصائي الكيمياء الجيولوجية جيفري سيوالد في تقييمٍ للعمل بأن البحث الجديد يساعد في “طرح احتمالية تواجد الحياة في مكانٍ آخر في مجموعتنا الشمسية”، ولكنه أشار في نفس الحين إلى أنه ما زال هناك حاجةٌ للقيام بالكثير لفهم التركيبة الجيولوجية للقمر.
يقول الباحثون أن عملهم يظهر أن على البشرية أن ترسل مهمةً إلى إنسيلادوس بالخصوص للبحث عن علامات الحياة. ودعت الأستاذة المحاضرة جاكمان التي عملت في مهمة كاسيني الاكتشافات بأنها “نتائج مغريةٌ” ودعت للمزيد من العمل للتحقق أكثر من القمر الجليدي. وقال الأستاذ المحاضر دارتنيل أن هناك “بعض الاكتشافات العميقة التي تنتظرنا”.
المصدر (independent)
إنسيلادوس Enceladus
كايتريونا جاكمن Caitriona Jackman
جامعة ساوثهامبتون University of Southampton
جامعة ويستمنستر University of Westminster
لويس دارتنيل Lewis Dartnell
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021