كتابة: يارون استاينبك.
ترجمة: علي العابد الحربي.
مراجعة: عبد الحميد شكري.
حصل البحث عن الحياة في الكون على دفعةٍ قويةٍ مُؤخراً مع اكتشافٍ كبيرٍ لسبعة كواكب شبيهةٍ بالأرض في الفناء الخلفيّ لمجرة درب التبانة، وتدور الكواكب الخارجية والمسماة بهذا الاسم لأنها خارج نظامنا الشمسيّ حول نجمٍ قزمٍ داكنٍ يسمى بـ “ترابيست-1” في برج الدلو والذي يقارب حجمه حجم كوكب المشتري، وفقاً لما أعلنه العلماء يوم الأربعاء.
يقول علماء الفلك أن العوالم الجديدة تبعد عنا حوالي 40 سنةً ضوئيةً، أي قفزةً كونيةً تقارب 235 ترليون ميلاً، وقد تعطينا مؤشراتٍ حول الحياة خارج كوكب الأرض. ووفقاً لناسا وقائد فريق البحث البلجيكي فإن ثلاثةً من هذه الكواكب تقع في “المنطقة الذهبية”، وهي النقطة المناسبة في الفضاء حيث تكون الظروف الملائمة لوجود مياهٍ وربما الحياة.
يذكر موقع سبيس دوت كوم أن حجم أصغرها يبلغ حوالي 75% من ضخامة الأرض، في حين أن أكبرها حجماً أضخم بحوالي 10% من الأرض. وتشغل كل الكواكب السبعة مداراتٍ ضيقةً، ويقع أقربهم بالقرب من ترابيست1 أكثر من كوكب عطارد بالنسبة لشمسنا. كما أن الفترات المدارية للعوالم الستة الداخلية تتراوح ما بين 1.5 يوم إلى 12.4أيامٍ.
وفقاً لناسا، فإن الاكتشاف الذي هزّ الكون مؤخراً يسجل رقماً قياسياً لأكبر عددٍ من كواكب وُجدت في المنطقة القابلة للسكن حول نجمٍ واحدٍ خارج نظامنا الشمسيّ. ويقول المدير المساعد في مديرية المهام العلمية بواشنطن توماس زُرباجن: “يمكن لهذا الاكتشاف أن يكون جزءاً هاماً من لغز إيجاد بيئاتٍ صالحةٍ للسكن، وهي أماكن مساعدةٍ للحياة”. وأضاف: “إن إجابة سؤال ‘هل نحنُ وحدنا؟’ تقع على رأس أولويات العلم، كما أن العثور على العديد من الكواكب مثل هذه المكتشفة لأول مرةٍ في المنطقة القابلة للسكن لهو خطوةٌ مهمةٌ إلى الأمام نحو تحقيق هذا الهدف”.
يقول العلماء أنهم بحاجةٍ لدراسة الغلاف الجويّ لكل هذه الكواكب الخارجية بحثاً عن التواقيع الكيميائية للنشاط الحيويّ لتحديد ما إذا كانت تأوي الحياة. ولكن الاكتشاف وحده يوحي بأنه ربما يكون هنالك عشرات المليارات من العوالم الشبيهة بالأرض في درب التبانة، أكثر بكثيرٍ مما كان يعتقد سابقاً.
يقول الباحث المساعد في جامعة لييج وهو إيمانويل جاين: “هناك 200 مليار نجمٍ في مجرتنا”. وأضاف: “لذا عليك الحساب. إذ يمكنك أن تضرب هذا العدد في عشرة، وسيكون لديك عدد الكواكب بحجم الأرض في المجرة، وهذا عددٌ كبيرٌ جداً”.
في الربيع الماضي، ذكر مايكل جيلون وفريقه بجامعة لييج بأنهم وجدوا ثلاثة كواكب حول ترابيست-1، ووصل العدد الان إلى سبعة كواكب، وقال جيلون أنه ربما يكون هنالك أكثر من ذلك بكثير. وتظهر أحدث النتائج التي توصلوا إليها في دورية نايتشر.
ركّز علماء الفلك بحثهم تقليدياً عن الكواكب الخارجية التي تدور حول نجومٍ شبيهةٍ بالشمس، والتي سيراقبونها بحثاً عن التغيرات المنذرة في كمية الضوء الصادر عنها. ولكن بدلاً من ذلك اكتشفوا شيئاً ثميناً عن طريق التركيز على ترابيست-1، وهو نجمٌ قزمٌ فائق البرودة، وداكنٌ بكتلةٍ أقل من 10% من الشمس.
يقول جيلون: “كانت الفكرة العظيمة لهذا النهج هي دراسة الكواكب حول أصغر نجوم المجرة وأقربها منا”. وأضاف: “وهذا شيءٌ لم يفعله أحدٌ قبلنا، فمعظم علماء الفلك كانوا يركزون على النجوم التي تشابه شمسنا”. ويقول العالم في جامعة كامبريدج والمؤلف المشارك للورقة العلمية أموري ترويل أن الاكتشاف الأخير يُمثلُ “خطوةً حاسمةً” في العثور على حياةٍ في الكون. وأضاف: “حتى الآن، لا أعتقد أنه كان لدينا الكواكب المناسبة لمعرفة ذلك. الآن لدينا الهدف المناسب”.
في بضعة ملياراتٍ من السنين، حينما ينفذ وقود الشمس وينتهي النظام الشمسي من الوجود، فإن ترابيست-1 سيضل نجماً رضيعاً، وفقاً لما كتبه الفلكي في مرصد لايدن الهولندي إقناس اسنيلين مقالاً متصلاً نُشر في مجلة نايتشر كما ذكرت وكالة رويترز. حيث كتب اسنيلين: “إنه يُحرق الهيدروجين ببطءٍ شديدٍ بحيث أنه سيعيش لمدة 10 تريليون سنةٍ أخرى”. ويضيف: “ويمكن القول بأنه وقتٌ كافٍ لتطور الحياة”.
المصدر: (nypost)
(Yaron Steinbuch) يارون استاينبك
(TRAPPIST-1) ترابيست-1
(Goldilocks zone) المنطقة الذهبية
(Sweet spot)النقطة المناسبة
(Habitable-zone) المنطقة القابلة للسكن
(Science Mission Directorate) مديرية المهام العلمية
(Thomas Zurbuchen) توماس زرباجن
(Emmanuel Jehin) إيمانويل جاين
(Michael Gillon) مايكل جيلون
(Amaury Triaud) أموري ترويل
(Netherlands’ Leiden Observatory) مرصد لايدن الهولندي
(Ignas Snellen) إيقانس سنيلين
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021