كتابة: جيسيكا هامزيلو.
ترجمة: مروة القاضي.
مراجعة: رهف الفرهود.
تُعد الأمهات ذواتي الوزن الزائد أثناء الحمل أكثر عُرضةً لإنجاب أطفالٍ أكبر أحيائياً من هؤلاء الذين ولدوا لأمهاتٍ ذوات وزنٍ صحيٍّ، وربما يعرض هذا الأطفال لخطر الإصابة بأمراضٍ مزمنةٍ في وقتٍ لاحقٍ من حياتهم، وقد يُقلل من متوسط أعمارهم المتوقع.
ترتبط أعمارنا الأحيائية بطول التيلومير الخاصة بنا، وهي قطعٌ من الحمض النووي منزوع الأوكسجين التي تغطي نهايات الكروموسومات لدينا. إذ يتقلص حجم التيلومير في كل مرةٍ تنقسم فيها خلايانا، وتستمر بالتقلص طوال حياتنا. ويقول تيم ناورت من جامعة هاسيلت في بلجيكا: “لطالما ارتبطت التيلومير القصيرة بأمراض القلب والأوعية الدموية، السكري من النوع الثاني، وتصلب الشرايين”.
تتفاوت أطوال التيلومير للشخص أثناء الولادة، إلا أن سبب ذلك ليس واضحاً. وتساءل تيم ناورت وزملاؤه عما إذا كان كون الأمهات ذوات وزنٍ زائدٍ أو بديناتٍ قد يُحدث فرقاً، حيث جمع الفريق مؤشر كتلة الجسم* لـ 743 امرأةً من اللواتي أصبحن حوامل لاحقاً. وعندما وضعن أطفالهنّ، أخذوا عيناتٍ من الدم الخاص بالحبل السريّ والمشيمة وقاسوا طول التيلومير في خلايا الدم.
أكبر بـ 10 سنواتٍ
وجد الفريق أن مؤشر كتلة الجسم للمرأة له تأثيرٌ كبيرٌ على طول التيلومير الخاص بطفلها، حيث كانت التيلومير للأطفال الذين ولدوا لأمهاتٍ ذوات وزنٍ زائد أقصر بحوالي 2.5% من أولئك الذين ولدوا لأمهاتٍ ذوات وزنٍ صحيٍّ، وفي حين أن أولئك الذين ولدوا لنساءٍ بديناتٍ كانت لديهم تيلومير أقصر بحوالي 5.5 % من الأطفال الذين ولدوا لنساءٍ لديهنّ مؤشر كتلة جسمٍ صحيٍّ.
يقول ناورت: “إنه لفرقٌ كبيرٌ وواضحٌ” ويضيف: ” يتطلب الأمر من 5 إلى 10 سنوات لينكمش 5.5% في الشيخوخة الطبيعية”.
لا يمكن معرفة ما إذا كان الأطفال الذين ولدوا لأمهاتٍ بديناتٍ سيعيشون أقل بخمس سنواتٍ من باقي الأطفال، حيث يقول ناورت: “لا نستطيع التنبؤ. فنحن بحاجةٍ إلى إجراء دراساتٍ على المدى الطويل، ومتابعة هؤلاء الأطفال”.
كيف يؤثر الوزن على التيلومير؟ يعتقد فريق ناورت أن الأنسجة الدهنية الزائدة ربما تكون هي المسؤولة عن ذلك، إذ من الممكن أن تطلق الدهون الالتهابات، وتنتج المواد الكيميائية المتفاعلة التي تسبب الإجهاد التأكسديّ، والتي بدورها تدمر الخلايا وتُقلص التيلومير. ويقترحون أنه من الممكن أن تعبر هذه إلى جسم الطفل عبر المشيمة.
راقب وزنك
لكن كاترينا هينريكس من جامعة شفيلد في المملكة المتحدة ليست على يقينٍ من ذلك. حيث تقول أنه من المحتمل أن الناس الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم بالفعل تيلومير أقصر، ويمكن أن يَعبُر هذا لأطفالهم عبر موروثاتهم وليس عن طريق المشيمة.
تقول هينريكس أنه إذا كانت هذه هي الحالة، فربما يلعب وزن الأب دوراً أيضاً. حيث تقول: “تماماً مثل الأم، إذا كان مؤشر كتلة الجسم للأب أعلى؛ فربما يعني هذا أن التيلومير أقصر في البداية، والتي من الممكن أن تؤثر على طول القطعة النهائية الخاصة بالطفل”. وتضيف: “إلا أن هذا بحاجةٍ للاختبار”.
في هذه الأثناء، قد يرغب النساء اللاتي يأملن أن يصبحن حوامل أن يراقبوا وزنهن. وتقول جانيت لورد من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة: “مقابل كلّ زيادةٍ لوِحدةٍ واحدةٍ في مؤشر كتلة الجسم ستتقلّص التيلومير الخاصة بالطفل بنسبة 0.5 %”. وأضافت: “إن الحفاظ على وزنٍ صحيٍّ أثناء محاولة الحمل سيكون له فوائد طويلة الأمد على الطفل، ويعطيه بدايةً بتيلوميرٍ أطول”.
المصدر: (newscientist)
مؤشر كتلة الجسم*: هي عمليةٌ حسابيةٌ تقوم على حساب كتلة الجسم للشخص بناءً على الطول والوزن، ويُعد حساب كتلة الجسم طريقةً مفيدةً لتحديد الوزن الطبيعيّ للجسم.
جيسيكا هامزيلو (Jessica Hamzelou)
تيم ناورت (Tim Nawrot)
الإجهاد التأكسديّ (oxidative stress)
كاترينا هينريكس (Catarina Henriques)
جانيت لورد (Janet Lord)
التيلومير (telomere)
مؤشر كتلة الجسم (BMI)
جامعة هاسلت (Hasselt University)
جامعة شفيلد (University of Sheffield)
جامعة برمنغهام (University of Birmingham)
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021