ما هي أفضل النباتات المنزلية لتحسين جودة الهواء في الأماكن المغلقة

كتابة: دايفيد نيلد.
ترجمة: نورة النزهة.
إذا كنت تتطلع إلى تحسينِ جودة الهواء في منزلك، فالنباتات في داخل الأوعية بدايةٌ جيدةٌ. ولكن ليست كلُّ النباتات الداخلية متشابهةٌ. حيث وجدت دراسةٌ جديدةٌ أن بعضَ الأصنافِ المعيَّنة تقوم بالفعل بأكثر من مجرد ضخِّ المزيدِ من الأوكسجين إلى محيطك. حيثُ بإمكانِها أيضاً تنظيف الهواء من المواد الكيميائية الضَّارة.

الدراسةُ الجديدةُ التي أجراها باحثونَ من جامعةِ ولاية نيويورك بحثت على وجه التحديد في النباتات التي لديها القدرة على امتصاصِ المركباتِ العضويَّة المتطايرة، والتي تعدُّ أحدَ الملوثات الضارة التي يحتمل أن تأتي من الدِّهان، الأثاث، الطابعات، التنظيف الجاف للملابس، وغيرها من المنتجاتِ المنزليةِ.

يقولُ قائدُ الدراسة ودود نيري: “من الممكن أن تحوي المباني على مستوياتٍ عاليةٍ من المركباتِ العضويَّةِ المتطايرة داخلها، سواءً كانت قديمةً أو جديدةً. بعض الأحيان بشكلٍ عالٍ جداً، حيثُ يُمكنكَ شمَّها”. ويمكنُ أن تُؤدي نسبةً عاليةً من المركَّباتِ العضويَّةِ المتطايرة لمشاكلٍ صحيةٍ مثلَ الدُوار، الرَّبو، أو الحساسية. لكن ضع النبتةِ الصحيحةِ فوق سطحِ مكتبك أو على بوفيه مطبخك وربما ستتجنِّب عناء تركيب تهويةٍ إضافيةٍ.

في حين لا يوجد شيءٌ جديدٌ حولَ ممارسةِ استخدامِ النباتاتِ لتنظيفِ الهواء (المعروفُ تقنياً بالمُرَشِّح الأحيائي، أو بالمعالجةِ الحيويةِ)، أجرى نيري وفريقه تجارب دقيقةً من أجلِ تحديد كفاءات وقدرات خمسةِ أنواعٍ مختلفةٍ من النباتاتِ المنزليةِ، وهم نبتة اليشم، نبتة العنكبوت، البروميليا، الدراسينا، وشجرة الصبار الكاريبي. فوُضِعَت كلُّ نبتةٍ في غرفةٍ محكمة الإغلاق مع تركيزاتٍ محددةٍ لعدةِ أنواعٍ من المركَّبات العُضويَّة المتطايرة. وبقياس جودةِ الهواء مع مرور الوقت، تمكَّنَ الباحثون من رؤية أيّ نباتٍ أدَّى عملاً أفضل في تنقيةِ الهواءِ.


من اليمين لليسار: نبتة العنكبوت، نبتة الدارسينيا، ونبتة البروميليا.

حصلت نبتة بروميليا على نجمةٍ ذهبيةٍ من الفريق. حيثُ أمكنها تنقية 80% من الملوثات في ستةٍ من المركَّباتِ العُضويَّةِ المُتطايِرةِ التي تم اختبارها من أصلِ ثمانيةٍ. وسَجَّلت باقي النباتات نجاحاً مع بعض الملوثات بذاتها. حيث امتصت نبتة الدارسينيا نسبة 94% من الأسيتون، المُستخدم في إزالةِ طلاءِ الأظافر. وكانت نبتة العنكبوت في نفس الوقت سريعةً جداً بإزالةِ المركباتِ العضوية المتطايرة، حيث بدأت العمل فقط بعد بضع دقائقٍ فقط من وضعها داخل الوعاء.

نشرت سارة كابلان في تقريرٍ لصحيفةِ واشُنطن بوست أن دافع نيري لبدءِ بحثه كان حينما ذهب إلى صالون الأظافر وشعر بالنفور من الرائحة. ويريد الآن أن يختبرَ نباتاته في صالونٍ حقيقيٍ، لمعرفةِ مدى فعاليتها في التعاملِ مع المركبات العضوية المتطايرة حينما لا تكون في أوعيةٍ مغلقةٍ.

من المهم أن ننتبه إلى أن الدراسة الجديدة لم يتم مراجعتها أو نشرها حتى الآن، وذلك لأن الفريق ما زال يقوم بتحسين تجاربه. وهذا يعني أنه لا يمكننا أن نخوض فيها كثيراً حتى يتم التحقق منها بشكلٍ مستقلٍ. لذلك لا تقم بوضع البروميليا على كلِّ قدمٍ مربعٍ داخلَ منزلكَ مستنداً فقط على نتائجِ هذهِ الدراسة حتى الآن.

يجبُ علينا الانتباه على شيءٍ آخرَ وهو أن مدى ارتباطِ المركبات العضوية المتطايرة بالمُشكلاتِ الصِّحية كان محل جدلٍ في الماضي. لكن تُشيرُ الأدلَّة لوجودِ علاقةٍ ما على الأقل بين الهواء الذي نتنفسه في الأماكنِ المغلقةِ وبينَ عددٍ معينٍ من المشكلاتِ الصحيةِ. ما هو مؤكدٌ هو أن تركيزاتِ المركبات العضوية المتطايرة يُمكنُ أن تكونَ أكثرَ بكثيرٍ في الأماكنِ المغلقةِ عن الأماكنِ المفتوحةِ.

يقول نيري أن النباتات المنزلية يمكن أن تكون وسيلةً طبيعيةً وفعالةً لأجلِ المحافظة على الهواءِ نقياً. وحقاً ما الذي ستخسرُه بجعلِ منزلك يبدوا أكثرَ خُضرةٍ قليلاً؟ وأخبر صحيفةَ واشُنطن بوست: “يتنفسُ كلُّ واحدٍ منَّا أكثرَ من 3000 جالونٍ من الهواءِ كلَّ يومٍ. ولأجلِ ذلكَ، جودةُ الهواءِ مهمةٌ جداً ويشكِّلُ تلوثَ الهواءِ تهديداً بيئياً خطيراً على صحَّةِ الإنسانِ”. ولقد عُرِضت نتائجُ الدراسة في الاجتماعِ والمعرض الوطني الـ 252 للجمعيةِ الكيميائية الأمريكيةِ في فيلادلفيا.

المصدر (sciencealert)

دايفيد نيلد (DAVID NIELD)
جامعةِ ولاية نيويورك (The State University of New York)
المركبات العضوية المتطايرة ( volatile organic compounds )
ودود نيري (Vadoud Niri)
نبتة اليشم ( jade plant)
نبتة العنكبوت (spider plant)
نبتة البروميليا (bromeliad)
نبتة الدراسينا (dracaena)
شجر الصبار الكاريبي (Caribbean tree cactus)
سارا كابلان ( Sarah Kaplan)
صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post)
الجمعية الكيميائية الأمريكية (American Chemical Society )
فيلادلفيا (Philadelphia)

السعودي العلمي

Comments are closed.