كتابة: عبدالله الرمضان.
هل تشعر بالرغبة في أحيان كثيرة في الهدوء والجلوس لوحدك رغم توفر العديد من أصدقائك؟ هل تشعر كثيراً أنك لا تنتمي للوسط او المجتمع الذي تعيش فيه أو أن اهتماماتك تختلف عن اهتمامات الأشخاص المحيطين بك؟ هل تفضل المحادثات ذات المعاني العميقة والنقاشات الطويلة حول المبادئ والأفكار والقيم، وتنفر من المحادثات القصيرة وتراها بلا معنى أو فائدة؟ هل تقضي الكثير من الوقت داخل أفكارك وتستمتع بالتحليل والتفكير أكثر أحياناً من الخروج وقضاء الوقت بالخارج؟ هل دائرتك الاجتماعية ومحصورة بعددٍ معينٍ من الأصدقاء ويثير استغرابك كيف أن البعض يستطيع تكوين الصداقات والعلاقات في أي وقت ومع أي كان؟
هل يرهقك وجودك مع العديد من الاشخاص الذين لا تعرفهم وتشعر بقلة الراحة وربما التوتر في المحادثات الجانبية مع الاشخاص الذين لا تعرفهم جيداً حتى ولو كانوا من أقربائك او معارف أصدقائك أو زملائك في العمل الذين لا تراهم كثيراً؟ هل تبرع في “المحادثه الشخصية” حيث تتحدث مع شخصٍ واحدٍ وعن موضوعٍ محددٍ أو مسارٍ محددٍ من المواضيع في حين تدوخك المحادثات الجماعية المفتوحة؟ هل تفضل الكتابة كـوسيله للتعبير عن نفسك وعن أفكارك، أحلامك، مشاعرك، مشاكلك اليومية و حتى خططك المستقبلية؟ هل أنت مستمع جيد؟ هل يخبرك الاشخاص المحيطين بك أنك مستمع جيد؟ هل تركز على كل تفاصيل حديث المتكلم إذا كان داخل نطاق اهتمامك، وتتظاهر بالاستماع بدون أن تعي أيّ كلمةٍ لو كان الحديث أو المتحدث لا يعنيانك؟
بالرغم من مضي العديد من السنوات هل تستطيع تذكر احداث وتفاصيل من طفولتك وشبابك أكثر من إخوانك أو أقرانك اللذين عاشوا نفس الاحداث في حين أنك تقضي نصف ساعه تبحث عن مفاتيح بيتك قبل خروجك لأنك نسيت أين وضعتها؟ هل ترى أنك تفكر كثيراً قبل أن تتخذ أي قرارٍ، حتى أصغر القرارت؟ هل تدرس أصغر القرارات وأهمها من جميع الزوايا والتفاصيل قبل القيام بأي خطوه؟ هل ترى أن المجازفه ليست من طبعك؟ هل تفضل العمل وحدك وتكره أي مقاطعهٍ أثناء عملك؟ هل تنجز أكثر حينما تعمل لوحدك وتستمتع ربما؟ هل تفكر قبل أن تتحدث؟ هل من النادر أن تنطلق من فمك أي كلمةٍ قبل أن تحسب عواقبها؟ هل تسيطر أفكارك على كل أقوالك؟
إذا كنت قد اجبت عن كل أو اغلب الأسئله السابقه بـ نعم، أو تعرف شخصاً ما تنطبق عليه هذه الصفات فـ انت أو هو في الغالب من أصحاب “الشخصية ذات الطبيعة الانطوائية” وهي الشخصية التي لها صفات معاكسة لأصحاب “الطبيعة المنبسطة”.
لا تقلق فالاشخاص ذوو الطبيعة الانطوائية ليسو كما قد يخيل لك أنهم أشخاص مختبئون في منازلهم ملتصقون بشاشات الكمبيوتر أو غارقون في الكتب، لا يتحدثون مع الناس مصابين بعقد نفسية ووساوس قهرية أو ما إلى ذلك. بل إن الكثيرين منهم تراهم بالخارج بل قد يصعب تمييزهم أو خلق إنطباع اول عنهم بأنهم إنطوائيون او يفضلون الوحدة. في الحقيقه إنه لمعرفة ما أذا كانوا من أصحاب الطبيعة الانطوائية فيجب عليك الاقتراب منهم ومعرفتهم جيداً ومعاشرتهم قبل أن تكتشف أنهم في دواخلهم يحملون هذه الصفات.
الطبيعه الانطوائيه ليست مرضاً ولا عقده ولا حالة نفسية، هي صفة وراثية سبب وجودها بك لا يختلف عن السبب في أن أصحاب العيون الزرقاء عيونهم زرقاء، فلا يوجد مجتمعٌ أو دولةٌ ذات نسبه ١٠٠٪ عيون زرقاء أو أيّ لونٍ آخر، كما لا يوجد مجتمعٌ أو دولةٍ ذات نسبه ١٠٠٪ من أصحاب الطبيعه الانطوائية أو المنبسطة، وتختلف النظره لأصحاب الطبيعة الانطوائية باختلاف المجتمع الذي هم فيه. في الغالب يتواجدون بنسب تتراوح من٣٠ إلى ٥٠٪، أي أن شخصاً من كل ٣ اشخاص او حتى شخص من كل شخصين في المتوسط تغلب عليه الطبيعة الانطوائية.
يشعر اصحاب الطبيعه الانطوائيه احيانا أو كثيراً -بحسب الدرجة- بالرغبه الملحة في داخله في الهرب من جميع الناس ومغادرة التجمع حتى ولو كان مستمتعا بالجلوس مع اصدقائه المقربين أو أهل بيته، وهم كثيراً ما يلامون من اصحابهم بأنهم كثيرو التعذر أو ينتقدون كثرة ملازمتهم لمنازلهم، وقد يُفَسَر هذا التعذر من قبل الآخرين على أن الشخص ذا الطبيعة الانطوائية غير مهتمٍ بالخروج أو غير مهتم بأصدقائه أو أنه لا يستمتع بقضاء وقته معهم رغم أن الحقيقه أنه فقط يحتاج وقتاً للإنفراد بنفسه أكثر من غيره.
وفي مقابل الطبيعه الانطوائيه هناك “الأشخاص ذوو الطبيعه المنبسطة”، وهم أشخاص قد لا تراهم في منازلهم إلا للنوم ولا يصبرون على الجلوس لوحدهم حتى لدقائق، ولا يملون من الحديث ولا ترهقهم المحادثات لا الفرديه ولا الجماعيه، سريعون في تكوين الصداقات، ثرثارون من وجهة نظر الانطوائيين وطبعاً سيجيبون بـ لا على أغلب الأسئلة في الأعلى.
وإذا كنت ترى أو ترين أن هذا المقال يتحدث عنك او عنكِ فتابعو المقالات القادمة لمزيد من الفروق بين اصحاب الشخصية المنطوية وأصحاب الشخصية المنبسطة.
الانطوائية: Introverts
المنبسطة: Exrtovert
شاهد خطاب سوزان كين في موقع TED عن قوة ذوي الطبيعة الإنطوائية (اختر Arabic أسفل يمين من خانة Subtitles)
http://www.ted.com/talks/susan_cain_the_power_of_introverts#
The psychophysiological basis of introversion-extraversion
http://www.sciencedirect.com/sci…/article/…/0005796770900690
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021