كتابة: ديبورا ماكينزي.
ترجمة: ندى أشرف.
من المفارقات العجيبة، أن دراسةً جديدةً في الصين أظهرت أن مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيويّة أصبحت أكثر رعباً بالتزامن مع الأسبوع العالمي لزيادة الوعي بالمضادات الحيويّة. فقد أظهرت الجينات المقاوِمة التي تمّ التعرف عليها في الصين أنّنا سنرى بكتيريا مقاومةً لكل أنواع المضادات الحيوية المعروفة قريباً، ولقد تم العثور عليها في بكتيريا تصيب الإنسان بالعدوى بالفعل.
حتّى الآن، ظلّ نوعٌ من البكتيريا والمعروف باسم سلبي الغرام سريعَ التأثّر بفئةٍ واحدةٍ من المضادات الحيوية هي البوليميكسن، ولذلك أصبح يطلق عليها اسم “الملاذ الأخير”. وهي تستخدم بشكلٍ متزايدٍ لعلاج العدوى التي تسببها البكتيريا التي تقاوم الأنواع الأخرى من المضادات الحيوية.
صنفت منظمة الصحة العالمية في عام 2012مـ أكثر المضادات الحيوية استخداماً من فئة البوليميكسن وهو الكولستين كذي أهمّيةٍ حاسمةٍ لصحة الإنسان. لكنّ هذا لم يوقف المزارعين حول العالم وفي الصين وخصوصاً من استخدام كميّاتٍ كبيرةٍ منه لتسمين الخنازير والدجاج.
الآن، اكتشف يي-يون ليو في جامعة جنوب الصين الزراعية في قوانغتشو وشركاؤه الجين الأول المقاوم للكولستين والقادر على التحرك بحريةٍ من بكتيريا لأخرى. ومن المثير للقلق أنهم وجدوا هذا الجين منتشراً بشكلٍ كبيرٍ في جنوب الصين، حيث يَظهر في 15% من عيّنات اللحوم وفي 21 % من الحيوانات التي تُفحص بشكلٍ روتيني بين عامي 2011-2014مـ. والأسوأ من هذا أنّ هذا الجين المقاوم للمضادات الحيوية بدأ في الظهور في الإصابات البشرية. حيث وجد الفريق الجين في 16 عينةٍ من أصل 1322 عيّنةٍ من عيّنات الدم، البول والعيّنات الأخرى من مستشفيات في مقاطعتين في جنوب الصين.
المقاومة العامة
حذر الفريق من لا مفر من تطوير البكتيريا لمقاومةٍ عامةٍ للأدوية والتي لن يصبح من الممكن التغلب عليها بواسطة أي مضادٍ حيويٍ معروفٍ، وذلك لأن هذا الجين يستطيع الانتقال بين البكتيريا. ومما لا يبشر بالخير أن هذا الجين يبدو سهل الانتقال بين سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية المرضية التي تصيب الإنسان، وأيضًا البكتيريا المعروفة الأخرى مثل بكتيريا الكلِبْسيلَّةُ وبكتيريا الزَّائِفَة، والتي تسبب نسبةً كبيرةً من إصابات الدم، الجهاز البولي، والأمعاء.
يقول مارك وولهاوس من جامعة أدنبرة بالمملكة المتحدة أن الأشكال الموجودة والمقاومة للمضادات الحيوية من هذه البكتيريا تسبب عشرات الآلاف من الوفيّات في أوروبا وأمريكا. وأضاف: “إن من الواضح أن شكلاً جديداً من المقاومة فقط يستطيع زيادة عدد الوفيّات بهذا الشكل”.
لوحظت مقاومة الكولستين من قبل، لكن الطفرات في جينات البكتيريا والمسؤولة عن المقاومة لم تستطع الانتشار خارج البكتيريا التي طوّرتها وذريّتها المباشرة. ولكن فريق ليو تعرف على إم سي أر -1، وهو جين مقاومة يُحمَل على البلازميدة. والبلازميدة هي حمضٌ نوويٌ حلقيٌ يعمل على حمل ونقل الجينات في البكتيريا ويستطيع الانتقال بسهولة بينها. هذا يعني أنه من المرجّح أن ينتشر هذا الجين على نطاقٍ واسعٍ كما فعلت جينات المقاومة السابقة التي تنقلها البلازميدة.
إن تضييق نطاق استعمال الكولستين للماشية سيكون خطوةً منطقيةً، لكن من المحتمل ألا يحدث هذا أيّ فرقٍ. حيث وجد فريق ليو أن البكتيريا تتجه إلى التشبث على البلازميدة حتى عندما لا يكون المضاد الحيوي قيد الاستخدام، مما قد يعني أن من المرجح ألا تنتهي هذه المشكلة.
المصدر newscientist
سلبي الغرام Gram negative
البوليميكسن polymyxins
الكولستين colistin
يي-يون ليو Yi-Yun Liu
جامعة جنوب الصين الزراعية South China Agricultural University
قوانغتشو Guangzhou
المقاومة العامة Pan-resistant
الإشريكية القولونية Escherichia coli
الكلِبْسيلَّةُ Klebsiella
الزَّائِفَة Pseudomonas
مارك وولهاوس Mark Woolhouse
إدنبره Edinburgh
إم سي أر -1 MCR-1