ترجمة: لميس فلمبان.
يشن السرطان حرباً على جسد الإنسان باستمرار، وتنتهي هذه الحروب لصالح أحد الطرفين، وفي بعض الأحيان يظل السرطان داخل الجسد في حالة خمولٍ. وبالنسبة للورم البنكرياسي، فإن فترة الخمول هذه قد تستمر إلى ٢٥ سنة، قبل أي يتحول الورم من حالة الخمول إلى حالة الخبث الشديد لينتشر في جميع أنحاء الجسم، ولقد حيرت هذه الظاهرة العلماء كثيراً.
لهذا، تم تطوير نموذج حاسوبي في معمل سالڤاتور تورقواتو، وهو أستاذٌ محاضرٌ في الكيمياء في جامعة برينستون، وقد يكون بإمكان هذا النموذج تسليط الضوء على الظروف المحيطة بالورم خلال فترة المكوث والتحول الذي ينتهي بجعل السرطان حالة الخبث، ونشرت مقالةٌ مؤخراً عن هذا النموذج في مجلة بلوس ون، حيث قام النموذج المُسمى بـ”نموذج الخلية الآلية” بمحاكاة عدة سناريوهات من مراحل نمو الورم التي تنتهي بالقضاء على السرطان، أو الخمول، أو النمو. وقال تورقواتو: “تكمن قوة هذا النموذج في إمكانيته إتاحة الفرصة للبشر لاختبار سيناريوهات واقعية طبياً.” وفي المستقبل سيتم اختبار هذه السيناريوهات في المعمل عبر تصميمها ومن ثم مراقبة نتائجها لمعرفة إذا ما كان هنالك اختلاف بين نتائج الحاسب الآلي والمعمل.
حيث يتم اخضاع مجموعة من الخلايا الافتراضية تحت مجموعة من القوانين في كل سيناريو. هذه القوانين عبارةٌ عن تفاعلاتٍ خلويةٍ بإمكانها التحكم في انقسام الخلايا، مثل: موت بعض الخلايا السرطانية أو الإثباط المناعي. ولقد تم التعرف على إمكانية تأثير هذه التفاعلات من خلال نتائج تجارب سابقةٍ. وحينما برمج الباحثون هذه القوانين، قاموا بمراقة المحاكاة لمتابعة ظهور المنافسة بين الورم والعوامل البيئية المحيطة التي قد تثبط نموه. ويقول دويو تشين أحد طالب الدراسات العليا في معمل توفواتو والمؤلف الرئيسي للمقال: “لقد دُهشنا كثيراً عند رؤية ظاهرة الانقسام المفاجئ والسريع للورم. وقد كان سبب دهشتهم أن هذه هي أول مرة تُرى فيها هذه الظاهرة في النماذج بشكل عفوي وخارج النطاق السريري.
استطاع الباحثون التوصل إلى عدد من العوامل التي تؤثر على نمو الورم، منها عوامل وراثيةٌ، بيئيةٌ، عوامل ميكانيكيةٌ، ونسبة وقوة العوامل التي تقضي على السرطان مثل نظام المناعة. وكانت أحد الاكتشافات التي تم التوصل إليها من خلال تجربة النموذج هي إمكانية اخماد الورم بواسطة الظروف القاسية، مثل الكثافة العالية والضغط العالي. واستطاع فريق الباحثين أيضاً اكتشاف أن وصول عدد الخلايا النشطة في الانقسام التي تكون في طرف الورم إلى مستوى خطر معين سيؤدي إلى النمو السريع للورم، و يقول تشين إن هذا سيساعد على إعطاء فهمٍ أفضل للعلاج المبكر للسرطان.
المصدر: ساينس دايلي
بلوس ون PLOS ONE