كتابة: جيسيكا بودي.
ترجمة: أسامة أحمد خوجلي.
مراجعة: عبد الحميد شكري.
على مدى أكثر من عقدٍ من الزمان، كان الباحثون يحكون رؤوسهم بسبب نتائج غريبةٍ من الدراسات الوراثية لعظام وأسنان البايسون في العصر الجليدي المتأخر، والتي أشارت إلى أنواعٍ منقرضةٍ غير مكتشفةٍ. وأطلقوا على هذا الوحش المراوغ اسم “هيغز بايسون” تيمناً بجسيم هيغز بوزون والذي اكتشف بعد 48 عاماً من التنبؤ، ولقد لاحظ الباحثون في الدراسات الوراثية أن بعض أجزاء جينوم البايسون بدت وكأنها في غير محلها، كما لو أنها تنتمي إلى نوعٍ آخر.
لكن الأدلة لم تكن قويةً بما فيه الكفاية للإعلان عن وجود بايسون هيغز. أما الآن، دلّ علماء الكهوف الفرنسيون هؤلاء الباحثين إلى ما قد يعطيهم الجواب، وذلك في فن الكهوف الأولى في كهوف لاسكو وبيرغوسيت في فرنسا. حيث يظهر في أحد الأعمال الفنية بأحد الكهوف تعود لما بين 18000 و22000 عاماً مضت حيواناتٌ بسمات بايسون السهوب المميزة: قرونٌ طويلةٌ، وأرباعٌ أماميةٌ كبيرةٌ وقويةٌ. ولكن بعد حوالي 5000 عامٍ، يتغير ذلك الرسم ليُظهر البايسون بأجزاء جسمٍ متوازنةٍ وقرونٍ أصغر وأضعف.
كتب الباحثون اليوم في دورية نايتشر كومونيكيشن أن هذا التحول في السمات يمكن أن يدل على أن نوعاً مختلفاً تماماً كان يجوب المراعي الأوروبية في ذلك الوقت، ولتأكيد ذلك، قاموا بمسح تسلسل الحمض النووي للميتوكوندريا والنواة من عظام البايسون والأسنان من 20 مكاناً في أوروبا، الأورال، والقوقاز، والتي يرجع تاريخها إلى ما بين 12000 و22000 عامٍ.
حيث فوجئوا باكتشاف ظهور نوعٍ منفصلٍ بين 13000 و17000 عامٍ مضت، وأنها كانت نتاج هجينٍ من بايسون السهول الذي يضم أحفاده البيسون الأمريكي اليوم، وثديياتٍ منقرضةٍ أخرى شبيهةٍ بالبقر تدعى الأوروتشات. ويبدو أن الهجين الجديد كان له ميزةٌ تطوريةٌ تفوق والديه: إذ يتوقع العلماء أن بايسون هيغز عاش أكثر من المجموعتين ليؤدي بدوره إلى ظهور البايسون الأوروبيّ اليوم.
المصدر: (sciencemag)
جيسيكا بودي (Jessica Boddy)
بايسون هيغز (Higgs bison)
لاسكو (Lascaux)
بيرغوسيت (Pergouset)
نايتشر كومونيكيشن (Nature Communications)
الميتوكوندريا (mitochondrial)
الأوروتشات (aurochs)
- أبرز الأحداث العلمية لعام 2021 - 09/01/2022
- التطبيقات المتنوعة لتقنية الحوسبة السحابية - 14/12/2021
- تعريف الحوسبة السحابية وتأثيرها على عالم الأعمال - 30/08/2021